خفف دخول الحجاب عالم الأزياء من حدّة الجدال الذي يثيره في الغربية والعربية على حدّ سواء. فساعد وصول المرأة المحجبة إلى منصات العرض على مقاربتها من وجهات نظر أقل تأثّراً بالآراء المسبقة. وابتكار أزياء للمسلمات والمحجبات ليس محصوراً في الدول العربية والإسلامية. وتستقبل ميلانو، باريس، روما، بروكسيل... وغيرها من العواصمالغربية، على أراضيها وإن كان بمعدل قليل، عروض أزياء تتماشى مع التعاليم الإسلامية وتساير في الوقت نفسه أحدث صيحات الموضة العالمية. وغالباً، ما تتميز هذه العروض بعدم تزيّن العارضات وسيرهن بوقار واحتشام على خشبة العرض. وساهمت صورة السيدات الأول وسيدات المجتمع الراقي وغيرهن ممّن يتجهن إلى الألبسة المحتشمة تمسكاً بالعادات والتقاليد، في إضفاء أهمية مختلفة على هذه الأزياء وباتت الكثير من دور الأزياء تتوجه إلى هذه الشريحة، من خلال معرفتها بأهمية هذه السوق المربحة. والتغيرات في هذا المجال لم تطل دور الأزياء العالمية فقط، وإنما أدت إلى تقبّل العالم الإسلامي لعروض أزياء مخصصة للأزياء المحتشمة، وأزياء المحجبات، وبرزت أسماء كبيرة في مناطق كثيرة تقدّم لشريحة كبيرة من النساء العربيات والمسلمات ما يسعين إلى اقتنائه من دون الوقوع في براثن «الترقيع» أو التعديل كي تتناسب الأزياء مع ما يليق بإطلالة المرأة المحجبة أو المحتشمة. ويربط البعض الاهتمام بتطوير الأزياء الإسلامية، من دون أن يتعارض ذلك مع تعاليم الشريعة، بأمرين: الأول، السعي إلى تغيير الصورة النمطية التي باتت تطبع المسلمين، والمسلمات بخاصة، وبالتالي إلى دحض فكرة التطرف الإسلامي الذي أدى إلى توسيع الفجوة بين المسلمين وسواهم. والثاني يهدف إلى تعزيز احتشام المرأة، بعدما باتت المحجبات، لا سيما الشابات منهن، ينزعن إلى ارتداء الملابس الضيقة والقصيرة، وإظهار خصل من الشعر.