أعلنت الجزائر إجراءات لترحيل رعاياها من ليبيا عن طريق تونس، كما قررت مراقبة مجالها الجوي مع ليبيا وسط احتمالات بإغلاقه كلياً، كما أبلغ «الحياة» أمس، مصدر عسكري جزائري بارز. وأكد المصدر أن الحدود الجزائرية – الليبية باتت «منطقة عسكرية»، بعد رصد «تهديد جدي». في الوقت ذاته، تواصل إجلاء المصريين العالقين في ليبيا عبر الأراضي التونسية، حيث خصصت باصات لنقلهم إلى مطار جربة ومنه إلى القاهرة جواً. وبحلول الظهر، وصل حوالى 1796 مصرياً إلى جربة، في حين ظل 1355 على معبر رأس جدير الحدودي في انتظار توفير باصات لهم. كما بدأت سفينة للبحرية الملكية البريطانية بإجلاء عشرات البريطانيين ورعايا دول غربية أخرى، عبر مرفأ طرابلس، فيما أغلقت معظم الدول الأوروبية سفاراتها في ليبيا وعمدت إلى إجلاء رعاياها. أتى ذلك في وقت، اشتعلت جبهة مطار طرابلس الذي يشهد صراعاً للسيطرة عليه مستمراً منذ ثلاثة أسابيع. وبدا أن «الثوار الإسلاميين» دخلوا في سباق مع الوقت للحسم، لقطع الطريق على خصومهم الذين يسعون إلى سحب «الشرعية الثورية» منهم، عبر قرارات محتملة يتخذها البرلمان الجديد الذي يعقد جلسة ثانية في طبرق (شرق) اليوم. (للمزيد) استدعاء تدخل خارجي أو ضغط دولي على عواصم يتهمونها بدعم الحملة العسكرية للمقاتلين الإسلاميين الذين لعبوا دوراً بارزاً في إطاحة العقيد معمر القذافي العام 2011. وسمع دوي تراشق عنيف بالمدفعية في العاصمة الليبية مع تصعيد «الإسلاميين» محاولاتهم للتقدم في اتجاه المطار، وسجلت اشتباكات بين مسلحيهم ومقاتلي الزنتان وحلفائهم، في أنحاء عدة غرب طرابلس وجنوبها، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وأعلنت الحكومة الليبية مقتل 22 مدنياً وجرح 72 آخرين في اشتباكات جرت السبت وتسببت في اندلاع حريق جديد في خزانات للوقود أصابها القصف قرب المطار، وارتفاع سحابة من الدخان الأسود في الأجواء. في الجزائر، أبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن تعليمات أعطيت للبعثة الديبلوماسية الجزائرية في تونس، لمساعدة الجزائريين الراغبين في العودة من ليبيا. وأشارت المصادر إلى أن الجزائر وفّرت منذ العام 2012، وسائل برية وجوية وبحرية كبيرة، أتاحت لما لا يقل عن خمسة ألاف جزائري مغادرة ليبيا. كما أبلغ المصدر العسكري البارز «الحياة» أن قيادة الجيش الجزائري أعلنت «استنفاراً من الدرجة الأولى على طول الحدود مع ليبيا» والتي باتت «منطقة عسكرية»، إثر رصد المجلس الأعلى للأمن في الجزائر «تهديداً جدياً» لقواته الحدودية. واستدعى ذلك تنفيذ سلاح الجو طلعات مراقبة في مناطق جبلية وعرة على الحدود بين البلدين، تحسباً لتسلل إرهابيين. ونفى المصدر أنباء عن إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات الآتية من ليبيا، لكنه أكد أن الأجواء وضعت قيد المراقبة المستمرة تحسباً لإغلاق محتمل.