تيغوسيغالبا - أ ف ب - شدد أنصار رئيس هندوراس المخلوع مانويل سيلايا ضغوطهم الرامية الى ليّ ذراع السلطات الإنقلابية، قبيل اجتماع وساطة مقرر في ساعة متأخرة أمس في كوستاريكا. واحتل آلاف المتظاهرين منذ أول من أمس أبرز الطرق المؤدية الى العاصمة تيغوسيغالبا مطالبين بعودة رئيسهم المخلوع الذي نفي من البلاد وهو في لباس النوم في انقلاب عسكري حصل فجر 28 حزيران (يونيو) الماضي. وامتد قطع الطرق الى خولوما على بعد 250 كلم شمال العاصمة ما أعاق الوصول الى سان بيدرو سولا، القلب المالي النابض للبلاد، ومرفأ بويرتو كورتيس البوابة الرئيسة للبضائع، إضافة الى مناطق قريبة من السلفادور وغواتيمالا. وأعلن سلفادور زونيغا أحد الناطقين باسم هذه الحركة الرافضة للانقلاب والتي أطلق عليها اسم «المقاومة الشعبية» أن «لا يفيد اللف والدوران شيئاً، لان الانقلابيين يكسبون الوقت». وزاد هذا القيادي المشارك في اجتماع سان خوسيه، ان الهدف واضح وضوح الشمس وخلاصته «عودة الرئيس سيلايا وخروج الانقلابيين والا ستفشل الوساطة». وكان رئيس كوستاريكا أوسكار ارياس الحائز على جائزة نوبل للسلام، دعا أطراف النزاع في هندوراس الى الموافقة على تشكيل «حكومة وحدة وطنية»، وهي فكرة سبق أن رفضها رئيس سلطة الأمر الواقع في هندوراس روبرتو ميشيليتي، الذي كان رئيساً لمجلس الشيوخ وعينه الانقلابيون على رأس الدولة. وأبدى ميشيليتي استعداده للاستقالة من منصبه في حال وافق سيلايا على التخلي عن السلطة، في حين أعلن معسكره أن وفد الانقلابيين الى اجتماع الوساطة سيتقدم بمقترح «مبتكر» لحل الأزمة. وامتنع سيلايا، الذي يعتمد على دعم المجتمع الدولي، عن رفض دعوة أرياس، وأكد لشبكة «في تي في» الفنزويلية انه «لا يزال هناك أمل بانتهاء كل شيء في غضون 48 ساعة». ويتم أن تعرض خلال الاجتماع مقترحات، منها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، من أجل حل هذه الأزمة التي عزلت هذا البلد الفقير البالغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة، وأدت الى وقف الولايات المتحد والهيئات المالية الدولية مساعداتها له. ويحتمل أن يوافق الرئيس المخلوع، في مقابل عودته الى الحكم، على التراجع عن سعيه الى تعديل الدستور للترشّح لولاية ثانية. وهو انتخب نهاية 2005 لولاية مدتها أربع سنوات غير قابلة للتجديد. ولم يتخل سيلايا، المدعوم من الهيئات النقابية وتجمعات السكان الأصليين، عن دعوته مواطنيه الى «التمرد». وقال محذراً «نحن نشكر الجهود الديبلوماسية، ولكنني في صدد وضع خطط للعودة الى هندوراس جواً أو براً». لكن الولاياتالمتحدة، التي يعتبر دعمها لسيلايا احدى الأوراق الرابحة في يده، رفضت عودته المبكرة خشية إجهاض جهود وساطة أرياس.