ثمة 13 متنافساً على الرئاسة المصرية في انتخابات 23 و24 من الشهر هذا، ولا بد أن بعضهم سينسحب قبل الانتخابات ويدعم مرشحاً آخر. وأُكمل اليوم بالحديث عمّا أعرف، بعد أن تناولت أمس مرشحاً استُبعِد هو اللواء عمر سليمان، ومرشحاً باقياً هو عمرو موسى. الأسماء التي أعرف من المرشحين الثلاثة عشر تضم عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح وسليم العوا وأحمد شفيق وحمدين صباحي ومحمد مرسي وعبدالله الأشعل. وكنت أتمنى لو أن بين المرشحين الدكتور محمد البرادعي، فهو يجمع في شخصه كل المواصفات المطلوبة في الرئيس المصري، من نزاهة وشجاعة وعلم وسمعة عالمية ووطنية خالصة، بل ان زوجته عايدة تبدو وكأنها قضت العمر وهي تتأهل لمنصب السيدة الأولى. عرفتُ الدكتور البرادعي وهو يرأس وكالة الطاقة الذرية الدولية في فيينا، عندما وقف بحزم ضد ضغوط إدارة بوش الابن والمحافظين الجدد واسرائيل، وتعامل مع ملف البرنامج النووي الإيراني كما هو، لا كما يريد أعداء العرب والمسلمين، وكوفئ بجائزة نوبل للسلام. كل حديث لي مع الدكتور البرادعي وهو في فيينا انتهى بمراجعة أحوال مصر، وكان رأيه أن مصر «دولة فاشلة» ويجب إنقاذها. هو بهذا يذكرني بمصري آخر فاز بجائزة نوبل في الكيمياء سنة 1999، هو الدكتور أحمد زويل، وكنت أتمنى أيضاً أن أراه مرشحاً للرئاسة، فقد وجدته في الغربة وطنياً مصرياً يحمل هموم بلده معه، ويفكر في حلول لمشاكل الاقتصاد والتعليم والمجتمع. الدكتور البرادعي انسحب من ميدان الترشيح، وهذا خسارة لمصر، وهو الآن يؤسس حزب الدستور، وأتمنى له النجاح، لأنه سيكون نجاحاً لمصر كلها. قبل الثورة المصرية بأشهر، رشحتُ في هذه الزاوية للرئاسة المصرية 12 رجلاً، بعضهم من الرموز الذين أصبحوا مطلوبين للعدالة، وامرأة واحدة هي الصديقة فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي. يكفي أختنا فايزة فضلاً أنها عملت وزيرة في حكومة أحمد نظيف، وحافظت على مركزها في الوزارات التالية حتى اليوم، ولم يجد الثوار والإسلاميون والليبراليون شيئاً ضد عملها المهني الوطني في الوزارة. ولا بد أن سُمعتها تعززت كثيراً بعد موقفها الحازم من اميركيين يعملون دون ترخيص رسمي في مصر لمنظمات غير حكومية مصرية. أرجح أن شعبية أختنا فايزة زادت أضعافاً بعد تلك المواجهة، التي كتبتُ عنها في الشهرين الثاني والثالث من هذه السنة. كنت أتمنى لو أن السيدة فايزة أبو النجا مرشحة للرئاسة المصرية، وكنت حتماً سأنتخبها لو كنت مصرياً، مع أنني أقرب الى عمرو موسى وعمر سليمان ومحمد البرادعي، وإنما أختارها لأنها امرأة، ونساؤنا أفضل من رجالنا. بين المرشحين الآخرين كنت أتمنى لو أن خيرت الشاطر بقي مرشح الإخوان المسلمين بدل محمد مرسي، فهو أوسع خبرة سياسية من رئيس حزب الحرية، وله معرفة بالعالم الخارجي ليست عند مرسي، ثم إنه رجل أعمال ناجح، ومصر تحتاج الى رئيس حسن الاطّلاع على الشؤون الاقتصادية. في المقابل، وجدت محمد مرسي متشدداً في مواقفه، وهو عارض ترشيح امرأة أو غير مسلم للرئاسة، بحجة أن الشريعة لا تسمح بذلك، كما أنه يرفع شعار «الإسلام هو الحل» على اعتباره «سبيلنا للنهضة»، مع أن مصر بحاجة من أجل نهضة حقيقية الى التركيز على الاقتصاد والتعليم ومحاربة الفساد. كنت أفضّل لو اختار الإخوان المسلمون الدكتور عصام العريان، إلا أن محمد مرسي يظل أفضل كثيراً من مرشح السلفيين حازم أبو اسماعيل، الذي استبعِد ولا يزال يرفض القرار بأسلوب يؤكد أنه ليس ديموقراطياً، ولا يمكن أن يكون، بل إنه لا يزال يُنكر أن والدته حملت الجنسية الاميركية رغم ثبوت ذلك، ما ينفي عنه الصدقية أيضاً، في زمن أكثر ما يحتاج اليه الرئيس المصري هو ثقة المواطنين به. أفضل المرشحين الإسلاميين الباقين في الميدان هو الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، وقد ارتفعت أسهمه كثيراً بإعلان السلفيين تأييده، وهو إسلامي معتدل، حسن الاطّلاع على قضايا الاقتصاد والسياسة الخارجية، وقد سمعته في مؤتمرات، ووجدته عاقلاً معقولاً. أريد رئيساً مصرياً في عدل عُمَر، وذكاء عَمْرو، وبطولة خالد، يقود الأمة كلها لا مصر وحدها. [email protected]