أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في تصريح الى «الحياة»، ضرورة «ايجاد حلول فعالة ومستدامة لمكافحة القرصنة البحرية التي تكبّد التجارة العالمية خسائر تقدر ب 12 بليون دولار سنوياً». وتتواصل أعمال القرصنة البحرية مسببة مزيداً من الخسائر البشرية والمادية، حيث خُطفت 13 سفينة واحتجز 197 بحاراً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، في حين تقع مئات العائلات ضحايا لهذا الخطر المتزايد. وأشار لمناسبة اقتراب انعقاد «المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة القرصنة البحرية» في دبي في حزيران (يونيو) المقبل، الى ان هذه الحلول يجب ان تكون عبر «استراتيجيات مشتركة تهدف الى تنمية القدرات الوطنية على الاستجابة لهذه التحديات، كما يقتضي أيضاً وضع استراتيجيات طويلة الأمد للمساعدات الإنسانية، ترمي إلى معالجة الأسباب الجذرية لظاهرة القرصنة البحرية. وأكد ان الإمارات «تقود مبادرات عدة لمكافحة القرصنة، منها رئاستها «مجموعة الاتصال لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال»، وهناك ثقة بأن هذا المؤتمر سيعزز سبل التعاون بين دول المنطقة مجتمعة لمكافحة هذا الخطر المتنامي الذي يطاول ليس فقط دول الخليج، بل العالم بأجمعه. وتابع: «هذه هي المرة الثانية التي تدعو دولتنا وزراء الخارجية ورواد القطاع والخبراء العالميين للاجتماع في دبي، بهدف تنسيق الجهود الدولية وتوحيدها لمكافحة القرصنة. وتأتي هذه الخطوة إيماناً منا بإمكان إحراز تقدم أكبر في مكافحة القرصنة، عبر تعزيز نطاق التعاون الإقليمي والدولي وتوسيعه»، في هذه القضية المقلقة عالمياً. ووجه المؤتمر، الذي سينعقد في دبي بالتعاون بين وزارة الخارجية الإماراتية و «موانئ دبي العالمية»، دعوات المشاركة إلى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين الحكوميين من 50 بلداً، إضافة إلى المديرين التنفيذيين العاملين في شركات عالمية رائدة ضمن قطاع الملاحة البحرية والقطاعات ذات الصلة. وستقام فعاليات المؤتمر تحت عنوان «استجابة إقليمية للقرصنة البحرية: تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتفعيل المشاركة العالمية». وتهدف الإمارات عبر المؤتمر إلى البناء على إنجازات الدورة الأولى التي استضافتها العام الماضي بحضور أكثر من 700 موفد يمثلون 65 حكومة ومنظمة دولية، وبمشاركة ما يزيد على 120 ممثلاً لقطاع الملاحة البحرية العالمي. وقال الشيخ عبدالله ان الإمارات «تدرك ان القرصنة البحرية تشكل خطراً عالمياً داهماً، لا سيما في خليج عدن وغرب المحيط الهندي، ولا تزال أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال تهدد منطقتنا، حيث تشكل هجمات القراصنة خطراً على حياة مئات البحارة، كما أنها تقوّض الازدهار وسبل العيش في الصومال وجيرانه المباشرين وفي العالم». وشكل المؤتمر السابق تحولاً جذرياً على صعيد التعاون بين قطاع النقل البحري والمجتمع الدولي، في سبيل مكافحة القرصنة، بعد قيام عدد من الشركات البحرية بتقديم تبرعات مالية ل «الصندوق الائتماني» التابع للأمم المتحدة بغية إطلاق مبادرات لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال.