أكد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح آل طالب أن ما يجري في سورية من مشاهد للقتل اليومي والترويع للآمنين أصبحت دعاية لإرهاب الشعب السوري. وقال الشيخ آل طالب في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «ما زالت قنوات الفضاء تمطرنا بمشاهد القتل والترويع والتي تجري في سورية، وقد أمن سفاحها من انتهاض الأمم، خصوصاً الغربي والشرقي منها، ولم تعد تلك المشاهد تزعجه، بل ربما احتسبها دعاية لإرهاب شعبه لم يعد كل ذلك يزعجه ما دام أن طاغية الشام حذر أن يخلفه المسلمون في الحكم واقتنعت أمم بذلك التحليل ولم يدري المغرر بهم من أمم العارض أن المسلمين والسنة منهم خصوصاً، لم يكونوا خلفه فحسب بل كانوا هم سلفه وسلف حزبه بقرون». وأضاف: «إن بلاد الحرمين الشريفين ارتفع صوتها في كل محفل يعقد للنظر في قضية المظاليم من الشعوب والدول تنادي بالجدية في رفع الظلم والحزم في الأخذ على يد الظالم، والنظر في العواقب والطمأنة من الخوف عسى الله أن ينجح المساعي الصادقة ويوفق الجهود المخلصة ويجلو غشاوة الأبصار ويدين الأيام على كل متكبر جبار». وتابع: «أنه لموقف مخجل أن يباد شعب ويمتنع العالم عن القيام بواجبه الدولي والأخلاقي لأنهم مسلمون أو سنة هل هذه قيم هل هذه مبادئ ثم يتهم الإسلام بعد ذلك بالتمييز العنصري وهذا يهز ثقة العالم أن العلاقات الدولية المعاصرة قائمة على المصالح القومية لا على الأخلاق والمبادئ والقانون إذا لم يتفق مع المصالح وفي المئة عام السالفة والتي نشأت بها منظمات تعنى بالإنسان وحقوقه وتحترم ثرواته وأراضيه لم يسجل التاريخ أن بلداً مسلماً غزا بلداً غير مسلم في حين أن العكس حاضر بكل ألم في مشهد العالمين حتى أن الشبهة أو مجرد التهمة كافٍ لغزو بلد مسلم وقتل مليون من أبنائه ونهب ثرواته وتدمير مقدراته والاعتداء على تاريخه وحضارته ثم يتبين أن الشبهة غير صحيحة ويمر الحال بغير اعتذار ولا تعويض. وحذر إمام الحرم المكي من التخويف بالدين الإسلامي، وقال: «لم يزل الخوف من الإسلام والتخويف منه حاضراً في القرارات العالمية والمحافل الدولية فضلاً عن وسائل الإعلام وما زال السياسيون والإعلاميون يصرون على تثبيت صورة الإسلام انه ثقافة عدوانية وان التسامح ثقافة الغرب ولو نظروا بعدل وإنصاف لوجدوا في أصول الإسلام ومبادئه أكمل القيم والمثل في العدل والتسامح». وأكد الشيخ آل طالب أن التخويف من الإسلام صناعة اصطنعها أقوام عمدوا لصد الناس عن الإسلام أو اللغو في حقائقه وقيمه وشعائره وشرائعه لأغراض سياسية وعنصرية وأهواء شهوانية إن الإسلام ليس حكراً على المسلمين وحدهم بل هو رحمة لكل الناس والواجب على المسلمين أن يتمسكوا بمبادئه وقيمه وان يبينوا للناس حقيقته تمثلاً وتطبيقاً ودعوة مخلصة وليس أدهاء وتصنع ولا خوف على الإسلام فالله حافظ دينه لكن الخوف على من فرط فيه أو تهاون أو صد عنه وأعرض.