دمشق، بيروت، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - دارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية النظامية ومنشقين عنها في مدينة اعزاز في ريف حلب القريبة من الحدود التركية أمس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود ومقاتل منشق، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة. واعزاز هي كبرى مدن ريف حلب ويبلغ عدد سكانها حوالى 75 الف نسمة، وتبعد حوالى 65 كيلومتراً شمال مدينة حلب. وتكتسب اعزاز أهمية إستراتيجية بسبب قربها من الحدود التركية وعبور الجرحى المدنيين والمنشقين منها الى هذا البلد المجاور. وجاء التصعيد في اعزاز فيما واصلت قوات الجيش السوري عملياتها واسعة النطاق في حمص وريفها ودير الزور وإدلب ودرعا ودمشق وريفها. وخرج عشرات الآلاف في مدن عدة في «جمعة يا دمشق قادمون» تضامناً مع العاصمة السورية التي شهدت اشتباكات ومواجهات بين الجيش النظامي وعناصر من «الجيش السوري الحر» خلال الايام الماضية. وذكر نشطاء من لجان التنسيق المحلية السورية، أن 15 شخصاً قتلوا في أنحاء البلاد. وأضافوا أن المعارضين أسروا 17 من قوات الأمن في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد. وواجهت قوات الأمن متظاهرين في حي الجورة بدير الزور مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة وفق ما قال أوس العربي الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور. وبث ناشطون صوراً لمظاهرات حاشدة في القامشلي وعامود بالحسكة، بينما تدخل الأمن لتفريق متظاهرين في حيّي الأنصاري والفردوس بحلب وفي أحياء باللاذقية. وشملت التظاهرات أيضاً بلدات في إدلب، بينها خان شيخون وبنّش وكفر أنبل. وعن التطورات في حلب وريفها، قال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، إن «الاشتباكات متواصلة منذ ظهر الخميس بين القوات النظامية ومنشقين عنها في مدينة اعزاز التي تتعرض لقصف الجيش النظامي، فيما تحلق في سمائها حوامات الجيش النظامي». فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، إن ثلاثة من عناصر القوات النظامية وعنصراً منشقاً سقطوا في الاشتباكات الدائرة في اعزاز، فيما لم ترد انباء عن قتلى في صفوف المنشقين. وأوضح المرصد الى ان القوات النظامية «تستخدم الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون»، مشيراً الى «سماع أصوات الانفجارات مع تصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة وتحليق الطائرات الحوامة». ووفق الحلبي، فإن تعرض المدينة لعمليات عسكرية شبه متواصلة في الاسابيع الاخيرة «أدى الى تهجير الجزء الاكبر من سكانها». وفي حمص (وسط) تعرضت أحياء باب الدريب والصفصافة والورشة وباب السباع للقصف وإطلاق النار، ما اسفر عن مقتل شخصين في حي الصفصافة وباب السباع. قال نشطاء من المعارضة إن الجيش أطلق ما لا يقل عن 24 قذيفة مورتر على مدينة حمص، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين. وأظهرت لقطات فيديو أعمدة من الدخان تتصاعد من مناطق سكنية بعدما قصفت بما بدا أنها قذائف مورتر. وفي ريف حماة، أكد المرصد مقتل جندي من الجيش النظامي السوري اثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة لآلية عسكرية ثقيلة في بلدة قلعة المضيق. وفي ريف إدلب (شمال غرب)، انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد في قرية حاس يتجمع حوله القوات العسكرية النظامية ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن سقوط ضحايا. وأشار المرصد الى العثور على جثمان مواطن من بلدة كفرعويد كان قد أجبر يوم امس على إحضار الطعام لحاجز الجيش النظام بحسب الأهالي. وبالتزامن مع ذلك، أفاد المرصد عن خروج تظاهرات حاشدة في عدد من المناطق السورية تلبية لدعوة أطلقها ناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» تحت عنوان «دمشق نحن قادمون» تعبيراً عن تضامنهم مع العاصمة. ففي دمشق، خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن، وتظاهر اكثر من الف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الامن بإطلاق الرصاص، ما أسفر عن جرح ثمانية اشخاص، بحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية أن «قوات النظام تطوق جميع المساجد لمنع خروج تظاهرات منها»، مشيرة الى «وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين». وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة. كما خرجت تظاهرات ليلية في أحياء الميدان وركن الدين برزة وجوبر نصرة للمدن المحاصرة وتحية للجيش السوري الحر، كما خرجت تظاهرات في عدد من مناطق الريف، بحسب ما افاد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. ورفع المتظاهرون في حي جوبر «أعلام الثورة» ورقصوا على إيقاع الطبول والأغاني المعارضة للنظام. ورددوا هتافات تدعو «الواقفين على الرصيف» إلى الانضمام للتظاهرات، بحسب ما أظهرت مقاطع بثت على الانترنت. وفي حي ركن الدين خرجت تظاهرة رفعت فيها لافتة «اقصفونا بدلاً من حمص وحماة ودرعا»، وردّد المتظاهرون هتافات للمدن المحاصرة و «الجيش الحر الله يحميك» و «سكابا يا دموع العين سكابا على شهداء سوريا وشبابها». وفي حي برزة، انتظم المتظاهرون في صفوف وتمايلوا على وقع أغان وهتافات معارضة للنظام. وفي ريف دمشق، أظهر مقطع بثه ناشطون على الإنترنت تظاهرة حاشدة في مدينة دوما ردد المشاركون فيها هتافات «الله معنا يا ثوار» و «بدك تسقط يا بشار»، ورقصوا على ايقاع الطبول ورفعوا لافتات تطالب بالتدخل العسكري الفوري. وفي محافظة حماة (وسط)، خرجت تظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق تظاهرة خرجت في حي الاربعين في حماة. وفي محافظة إدلب (شمال) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، «خرجت تظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء»، كما خرجت تظاهرات في بلدات عدة في ريف إدلب، بحس المرصد. وفي حلب، أفاد اتحاد تنسيقيات حلب «خرجت 20 تظاهرة حتى اللحظة أبرزها في أحياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية، بالإضافة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين». وردد المتظاهرون هتافات أبرزها «الشعب يريد إسقاط النظام» و «يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري». وقال ناشطون إن «أكبر التظاهرات حتى الآن سجلت في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الأمن بإطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع»، وإن هناك «انتشاراً امنياً غير مسبوق في حي الشعار، الذي شهد الأسبوع الماضي تظاهرات كبيرة، وانتشاراً كبيراً في حي الصاخور الذي شهد تظاهرات حاشدة في الأيام الماضية، ما حال دون خروج تظاهرات فيه». وأشارت لجان التنسيق المحلية الى إطلاق نار على المتظاهرين في حيي الميسر والسكري. وفي ريف حلب، خرجت «نحو خمسين تظاهرة، أبرزها في مدينتي الباب ومنبج» بحسب الحلبي. وفي درعا (جنوب)، خرجت تظاهرات في مناطق عدة منها نمر وأبطع واليادودة والحارة ومدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوماً، والمسيفرة والغارية الغربية وبلدة ام ولد وعقربة وداعل وغيرها» بحسب ما افاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد. وأضاف راشد أن «أعداد المشاركين في التظاهرات تراوح بين المئات والآلاف بحسب المناطق وان الشعارات الطاغية كانت تنادي بتسليح الجيش الحر». كما شهدت مدن عدة اطلاق نار قبل التظاهرات لإرهاب الناس عن المشاركة في التظاهرات، وفق راشد. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، خرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي ردد المشاركون فيها هتافات «ازادي» (حرية باللغة الكردية)، و»آخر أيامك بشار» ورفعوا الأعلام الكردية وأعلام سورية بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، بحسب ما أظهرت مقاطع بثها ناشطون. وخرجت تظاهرات في مدن راس العين والمالكية والدرباسية وعامودا «رفعت فيها الأعلام الكردية وعلم الاستقلال وشعارات طالبت بإسقاط النظام»، وفقاً للمرصد. من ناحيتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، ان القوات السورية اشتبكت مع عدد من «الارهابيين» في بلدة سرمين التابعة لريف إدلب، ما اسفر عن مقتل عدد منهم والقبض على آخرين. وقالت الوكالة: «اشتبكت الجهات المختصة (الجمعة) مع مجموعات ارهابية مسلحة... فى بلدة سرمين بإدلب، ما ادى الى مقتل عدد من أفرادها وأخطر المطلوبين، إضافة الى القبض على عدد آخر من الإرهابيين». وكشفت الوكالة ان من بين «المطلوبين الخطيرين الذين قتلوا في الاشتباك مع الجهات المختصة، الارهابيين حسنى عبد الرزاق ومحمد صادق عبد الرزاق ومحمد قدور وعبد الكافي هرموش». وأشارت الوكالة الى ان المجموعات «كانت تقوم بأعمال التخريب والقتل والخطف وترويع المواطنين». وعثرت الجهات المختصة بمدينة سرمين «على مصنع للعبوات الناسفة فيه المئات من العبوات مختلفة الأوزان معدة للتفجير، اضافة الى سراديب وأنفاق ضمن المدينة كان يستخدمها الارهابيون في تنفيذ عملياتهم التخريبية الإجرامية ضد المواطنين وقوات حفظ النظام»، وفقاً للوكالة. كما نقلت الوكالة عن مصدر رسمي لم تسمِّه، «ان الجهات المختصة داهمت (الخميس) وكراً يتحصن فيه الإرهابيون فى بلدة معردس (ريف حماة) واشتبكت مع الارهابيين، ما ادى الى مقتل عدد منهم ومصادرة ما بحوزتهم من أسلحة وحررت عنصرين اختطفتهما مجموعة إرهابية مسلحة».