يانغون – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن حزب زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي فوزها في انتخابات تكميلية نُظمت أمس، ما يتيح لها دخول البرلمان للمرة الأولى. وإذا تأكّد فوز سو تشي، سيشكّل حدثاً بارزاً في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، والتي حكمها الجيش طيلة نصف قرن، وحيث تسعى حكومة مدنية جديدة الى تنفيذ إصلاحات، تسبغ عليها شرعية وتجعل الغرب يرفع عقوبات مفروضة على يانغون. كما سيشكّل ذلك نصراً لسو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، والتي أمضت غالبية العقدين الماضيين في إقامة جبرية، بأمر من المجلس العسكري السابق. وتشمل الانتخابات 45 مقعداً ينافس حزب «الرابطة الوطنية للديموقراطية» الذي ترأسه سو تشي، للفوز ب44 منها، وتتوزّع على البرلمان (664 مقعداً) ومجلس الشيوخ ومقعدين محليين. وترشحت زعيمة المعارضة في مركز كاومو الريفي الذي يبعد ساعتين عن يانغون. ووصلت سو تشي التي اضطرت قبل ايام الى تعليق حملتها الانتخابية، بسبب مشاكل صحية، الى كاومو حيث استقبلها حشد ضخم بحرارة. وقالت سان سان يين، وهي عاملة في مصنع: «سأصوّت للأم سو لأنني أحبها. نحن سعداء جداً بمجيئها إلى بلدتنا». وأعلن حزب سو تشي، على يافطة إعلانية فوق مقرّه الرئيس في يانغون، فوزها في الاقتراع، فهتف أكثر من ألف من أنصارها: «انتصرنا، انتصرنا»، وهم يصفقون ويرقصون ويرفعون أعلاماً للحزب. أتى ذلك بعد إعلان الحزب تقّدم سو تشي، بنيلها 65 في المئة من الأصوات في 82 مركز اقتراع من إجمالي 129 مركزاً في دائرتها الانتخابية. «مخالفات كثيرة» على رغم ذلك، اشتكى حزب «الرابطة الوطنية للديموقراطية» من «مخالفات كثيرة» في مراكز اقتراع، تتعلق خصوصاً ببطاقات التصويت. وقال نيان وين، الناطق باسم الحزب: «ذلك حصل في كل أنحاء البلاد، واللجنة الانتخابية مسؤولة عما يحدث». وأشار الى تقديم أكثر من 50 شكوى الى اللجنة الانتخابية، موضحاً أن «الشكوى الرئيسة تتعلق بالشمع على البطاقات قرب اسم مرشح الرابطة»، ملمحاً بذلك الى إمكان إزالة الشمع بعد ذلك، وإلغاء التصويت. كما ثمة بطاقات تصويت تخلو من ختم اللجنة الانتخابية، ما يجعلها ملغاة. وقال: «اذا استمر ذلك، سيضرّ بمكانة الانتخابات». وكانت سو تشي تطرّقت الأسبوع الماضي إلى تجاوزات شهدت الحملة الانتخابية أخيراً، قائلة: «أعتقد أن ليس في وسعنا اعتبار أنها انتخابات حرة وعادلة». واعتبرت أن المخالفات «تتخطى ما هو مقبول في انتخابات ديموقراطية»، لكنها استدركت: «إننا مصممون على المضي قدماً، لأن هذا ما يريده شعبنا. ولسنا آسفين إطلاقاً للمشاركة (في الاقتراع). عندما نصبح في البرلمان، يمكننا العمل على إحلال ديموقراطية حقيقية». وراقب سير العملية الانتخابية، عدد قليل من المراقبين من الاتحاد الأوروبي و «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان)، لكن لم يُتح لهم سوى أيام فقط للاستعداد داخل ميانمار. واعتبر بعضهم أنهم «متابعو انتخابات»، لا مراقبين. لكن سورين بيتسوان، سكرتير «آسيان» في بنوم بنه، اعتبر أن «الانتخابات تجرى في شكل جيد كما يبدو»، مضيفاً: «أنا على اتصال وثيق مع الفرق، وهي تتحدث عن حماسة واهتمام ووعي كامل لدى كل الأطراف. وهذا يبشر بالخير لميانمار». وكانت المعارضة فازت في انتخابات 1990، لكن المجلس العسكري رفض الاعتراف بنتائجها، ووضع سو تشي في إقامة جبرية خلال غالبية السنوات اللاحقة، وأُفرج عنها بعد ايام من انتخابات نُظمت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، قاطعتها «الرابطة الوطنية للديموقراطية» واعتبرها الغرب مهزلة. وقال توماس اوخيا كوينتانا، الموفد الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الانسان في ميانمار: «العملية الانتخابية عام 2010 شكّلت فرصة ضائعة، ويجب ألا يتكرر ذلك في ميانمار التي تشهد مرحلة جديدة أكثر انفتاحاً».