كشف مصدر ديبلوماسي مطلع على التحضيرات لمؤتمر «مجموعة أصدقاء سورية» المقرر عقده غداً في إسطنبول، أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اقترح على الدول الرئيسة في المجموعة توجيه رسالة لطمأنة الأقليات في سورية، تتعهد عدم المساس بوضعها «وضمان التنوع الطائفي باعتباره مصدر قوة». وأوضح الديبلوماسي ل «الحياة» أن جوبيه دعا الولاياتالمتحدة وتركيا وبريطانيا وألمانيا والسعودية وقطر ومصر والمغرب وتونس «باعتبارها نواة المجموعة»، إلى تبني الرسالة التي اقترح أيضاً تضمينها أن نظام الرئيس بشار الأسد «لا يمثل أية طائفة، بل مصالح عائلة، وأن هناك مزيداً من البراهين على أنه مسؤول عن جرائم ضد الإنسانية وأن عليه أن يترك السلطة ويتيح الفرصة لانتقال ديموقراطي لتفادي الفوضى والحرب الأهلية». وتسعى الرسالة، بحسب المصدر، إلى «تبديد مخاوف البعض مما سيجري في سورية بعد ترك الأسد السلطة». وأفيد أنها «ستتعهد الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مرحلة جديدة من تاريخه كي يصل إلى الاستقرار والحرية والكرامة»، كما «ترد على المخاوف التي تطرح من مختلف الجهات في شأن تعايش الطوائف المختلفة، بالقول إن المجلس الوطني السوري أكد مراراً ضمان المعاملة المتساوية لجميع المواطنين واحترام حقوق الإنسان». وتؤكد الرسالة «ارتياح المجموعة لالتزام الشعب السوري بهذه المبادئ». وتشير إلى «قناعة المجموعة بأن تنوع الطوائف في سورية هو مصدر قوة، وأنه لن تعاقب أية طائفة لممارسات سيئة من النظام، لكن المسؤولين عن الأعمال الوحشية سيحاسبون، وسيضمن الانتقال إلى مسار ديموقراطي للطوائف جميعها تمثيلاً عادلاً في نظام سياسي متنوع». وأشار المصدر إلى أن المشروع الذي طرحه وزير خارجية فرنسا يناقش أيضاً «تحسين تنفيذ العقوبات على سورية من بعض الدول». وأوضح أن ملف طمأنة الأقليات «كان وراء دعوة تركيا الفاتيكان إلى المشاركة في هذا المؤتمر». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول تركي قوله إن «الهدف الأساس للمؤتمر هو زيادة الضغط على النظام السوري لوقف القمع الدموي» والالتزام بخطة السلام التي أعدها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. وأضاف أن أنان سيكون غائباً عن المؤتمر بسبب وجوده في الأممالمتحدة لتقديم إفادة الاثنين المقبل. ومن المتوقع مشاركة 71 دولة في المؤتمر من أجل تحديد إجراءات تضمن عدم تراجع دمشق عن الالتزام بخطة أنان التي وافق عليها الأسد مع ملاحظات. وستتغيب الصين وروسيا، الدولتان الداعمتان للنظام السوري، كما حصل خلال مؤتمر «أصدقاء سورية» الأول الذي عقد في تونس في شباط (فبراير) الماضي. وستعمد الدول العربية والغربية الحاضرة إلى تقويم احتمال فرض عقوبات إضافية على دمشق بسبب تخوفها من استمرار أعمال القتل على رغم الاتفاق، مع تقديم مساعدة أوسع للمعارضة. وقال مصدر ديبلوماسي أوروبي إن «المؤتمر لا يهدف إلى العمل في شكل متوازٍ مع مبادرة أنان، وإنما تعزيز فرص تطبيقها». وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي يريد أن يواكب المهمة الديبلوماسية التي يقوم بها أنان وأن يرد بإيجابية إذا طلب الدعم». وانضمت ألمانيا إلى الدعوات لتطبيق عاجل لخطة أنان من أجل وقف العنف، محذرة من أن النظام سيحكم عليه من خلال أفعاله وليس أقواله. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي الذي سيمثل ألمانيا في مؤتمر إسطنبول: «بعد سقوط عدد كبير من القتلى أصبحنا في وضع لا يمكن أن يساعد فيه سوى وقف تام لأعمال العنف».