يعتقد مسؤول في الاتحاد الأوروبي بأن الوضع في سورية «بلغ نقطة اللاعودة وأن خيار تغيير النظام أضحى مطروحاً على السوريين» لأن الرئيس السوري»لم يفِ بوعوده وأن الدوائر المحيطة به تحول دون إطلاق مسار حقيقي يقود البلاد إلى مرحلة انتقالية تمهد لبناء دولة ديموقراطية». وقال مصدر مطلع على الوضع في سورية إلى «الحياة» بأن «الرئيس خيب الآمال ولم يعد أحد يتوقع منه الإصلاح». لذلك فإن «الأفق الوحيد يتمثل في تغيير النظام وإقامة دولة ديموقراطية». ويشدد الاتحاد الأوروبي على تنفيذ العقوبات التي صدرت في حق نحو 30 مسؤولاً سورياً، وثلاثة من كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني وكذلك ضد 4 كيانات مالية تدعم النظام. وذكرت منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون في مطلع الأسبوع أن الدول الأعضاء «تنظر في إمكانات فرض عقوبات إضافية». لكن تأثير العقوبات لا يكون فورياً وإنما في الأمد المتوسط لأن العزلة الديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية تنسف ثقة المستثمرين. ونقل منسق «الائتلاف الوطني لدعم الثورة في سورية» المنبثق عن مؤتمر بروكسيل، الدكتور هيثم رحمة إلى «الحياة» بأن وفد المعارضة دعا في لقاءات عقدها مع المسؤولين في وزارة الخارجية الإيطالية إلى «قطع العلاقات الديبلوماسية القائمة مع دمشق وتقوية ترسانة العقوبات الاقتصادية وملاحقة المسؤولين عن الجرائم التي يتم ارتكابها والتي ترقى وفق تقديرات منظمات حقوقية إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية». وقال الدكتور هيثم رحمة في اتصال هاتفي إن الوفد طلب أيضاً من الدول الأوروبية «مواصلة الضغط على روسيا والصين من أجل استصدار قرار في مجلس الأمن». كما التقى وفد الائتلاف مسؤولين في «مؤسسة سانت إيجيديو» الناشطة في مجال حل النزاعات وكانت بذلت محاولات في الجزائر في التسعينات. وفند الوفد بشدة «الفزاعة الطائفية التي تستخدم لتخويف الطوائف المسيحية والدول الغربية». وقال إن فصائل المعارضة «تجمع، على رغم ما فيها من تنوع، على هدف إقامة دولة ديموقراطية مدنية». ونقل مصدر أوروبي عن تقارير ميدانية «ظهور أدلة على إنهاك الأجهزة الأمنية» في سورية. وهي التي كانت راهنت على استنزاف قدرات المتظاهرين. وأضاف أن «عدداً من الجنود انشقوا عن الجيش وانضموا إلى المتظاهرين. وهي بوادر تشقق النظام الذي لا يمكنه المراهنة على حزب البعث لأن الأخير قضية خاسرة». ويقول ديبلوماسيون إن «أوروبا وجدت نفسها عاجزة عن التأثير في الأحداث في سورية وهي مضطرة للاعتماد على تركيا في تشديد الضغط على الرئيس بشار الأسد ومحاولة إقناعه بأن السياسات الأمنية قد نسفت مستقبل النظام».