بعد مضي 23 يوماً فقط على اغتيال ديبلوماسي سعودي في بنغلاديش مطلع آذار (مارس) الجاري، عاد شبح استهداف الديبلوماسيين السعوديين في الخارج إلى الواجهة صباح أمس (الأربعاء)، إذ اختطف مسلحون نائب القنصل العام للسعودية في عدن عبدالله بن محمد الخالدي من أمام سكنه في عدن. وفي حين لم تتبنَّ أي جهة عملية الخطف، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية لوكالة الأنباء السعودية إن سفارة خادم الحرمين الشريفين في اليمن قامت «على الفور بالاتصال بالجهات الأمنية اليمنية على أعلى المستويات»، مضيفاً أن الجهات الأمنية اليمنية «استنفرت جهودها كافة لتتبع الخاطفين والتحقيقات في هذه الجريمة الشنيعة». ودانت وزارة الخارجية السعودية الجهة التي اختطفت الديبلوماسي «مهما كانت دوافعها»، وحملتها المسؤولية الكاملة في الحفاظ عليه وإطلاق سراحه في أسرع وقت، مشيرة إلى أنها «لن تجد أو تجني من هذا العمل أية نتائج». وعلمت «الحياة» أن الديبلوماسي السعودي المختطف ربما لم يتبع تعليمات السلامة التي أوصته بها وزارة الخارجية السعودية أخيراً، خصوصاً بعد أن تعرض هو نفسه لاعتداء مشابه من مسلحين اعترضوا طريقه قبل أربعة أشهر واستولوا على سيارته لأسباب غير سياسية لم تعلن في حينها. وأكد السفير السعودي في صنعاء علي الحمدان ل«الحياة» أن المسلحين الذين خطفوا الخالدي فرّوا به في سيارة أخرى من دون أن يكون هناك أثر لدماء بالقرب من سيارته. وأشار الحمدان إلى أن أحد جيران الخالدي رأى الحادثة فأبلغ السفارة ورجال الأمن فوراً، بيد أنه لم يتم العثور على الخالدي. وأكد أن السفارة السعودية في صنعاء لم تتلقَّ أي اتصال من خاطفيه لتستدل على مكان احتجازه أو الأسباب التي دفعته إلى خطفه. ونفى الحمدان ما تردد عن أن الخاطفين طلبوا فدية مقابل إطلاقه. وشدد الحمدان على أن الخالدي تعرض للتهديد من قبل، إذ اعترض طريقه مسلحون واستولوا على سيارته، كما تلقى تهديدات عبر رسائل نصية على هاتفه، وكشف أن نظارة الخالدي وجدت مكسورة بالقرب من سيارته بعد أن وضعه الخاطفون في سيارة أخرى. من ناحية ثانية، علمت «الحياة» من مصادر محلية في عدن، أن أجهزة الأمن أوقفت أمس عدداً من المشتبه بهم في عملية خطف نائب القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي من أمام منزله في حي المنصورة. واستبعدت المصادر أن تكون دوافع الخطف سياسية، وقالت ان المؤشرات الأولية للتحقيق الذي تجريه السلطات الأمنية توضح أن دوافع الخطف شخصية، وربما تتعلق بخلافات بين الديبلوماسي السعودي وأسرة زوجته اليمنية (من عدن). وأضافت ان أجهزة الأمن شنت حملة لملاحقة الخاطفين والإفراج عن الخالدي في أقرب وقت.