انطلقت جمعية الثقافة والفنون في جدة، من خلال إدارتها الجديدة، وخطت بداية مختلفة، بخاصة بعد أن افتتحت مقرها الجديد في مبنى نادي أدبي جدة الأدبي القديم. وأخذت الجمعية، التي عانت في ما مضى، من قلة الدعم وعدم توافر مقر جيد لنشاطها، تسهم فعلاً في تفعيل المشهد الثقافي والفني في جدة. وأسهم المدير الجديد للجمعية الروائي عبدالله التعزي في شكل كبير في نقلها إلى مستوى حيوي، وسعى بشكل واضح لتوفير مقر خاص للجمعية يلبي حاجاتها كافة، كما صرح بذلك رئيس قسم المسرح في الجمعية خليل الجهني، الذي قال ل «الحياة» أيضاً إن التعزي بذل «جهداً كبيراً في توفير المقر للجمعية». في ما قال خالد الكديسي إن الجمعية «تبدأ مشواراً جديداً، بعد أن توفر لها المبنى وتعيين رؤساء جدد للجان، فالجمعية شرعت في تبني خطط مستقبلية جديدة، الأمر الذي سيثمر نتائج إيجابية للحركة الفنية في جدة». وأوضح مقرر اللجنة الفنية باسم شرقاوي، حول شكاوى المستفيدين من الرسوم التي تفرضها الجمعية لقاء الاشتراك في الدورات التي تنظمها، أن هذه الرسوم «من أجل تغطية كلفة الدورة المقامة من المدرب والأدوات، فغير صحيح أن الجمعية تلتزم بكل شيء من أدوات ومدربين ثم أن الرسوم المطلوبة في الدورة هي رسوم رمزية وغير مبالغ فيها، وأن الجمعيات في المناطق الأخرى تأخذ رسوماً أيضاً على الدورات وهذا أمر طبيعي لا يخص الإدارة الحالية». أما عبد الله التعزي فقال ل «الحياة» إن وزارة الثقافة والإعلام «اهتمت بمطالب فرع جدة في إن يكون للفرع مقر مناسب في موقع مناسب، تستطيع الجمعية أن تقيم فعالياتها ونشاطاتها بيسر وسهولة»، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة «ستكون تهيئة لمقر الجمعية الجديد لكي يستوعب أعمال لجان الجمعية، إذ ان المقر الجديد صمم منذ 30 عاماً تقريباً على ان يكون مقراً لناد أدبي له نشاط ثقافي معروف ومحدد الحاجات، بينما نشاطات لجان الجمعية متعددة وحاجاتها متجددة مع الزمن، وهذا يتطلب الكثير من التجهيزات في المركز الجديد، لتظهر الفعاليات بالمستوى المطلوب، ومن الممكن تطويرها في المستقبل بما يتناسب مع إيقاع العصر والطموحات الفنية المتجددة»، مؤكداً على أهمية دعم مجلس إدارة الجمعية المتمثلة في رئيس المجلس الدكتور محمد الرصيص ومساندة المدير العام للجمعية عبدالعزيز السماعيل، «بما يخدم الجمعية وتوجهاتها التطويرية في خدمة الحركة الفنية والفنانين في المملكة عموماً وفي جدة بخاصة، من خلال دعم الفرع بكل ما هو متاح من إمكانات». وقال التعزي إن الدعم من وزارة الثقافة الإعلام «موجود طوال السنوات السابقة ولكن الشكوى كانت من محدودية هذا الدعم، والذي وضع قبل أكثر من 20 عاماً أو ربما أكثر. والوضع الآن تغير تماماً عن السابق، سواء من الناحية المادية أم المعرفية أم حتى التوجهات الفنية في كل المجالات. وفي المقابل فإن كل المهتمين بالفن من رجال الأعمال أو محبين للتراث والفنون، أو أي من شخصيات المجتمع وكل أفراده من المهم إن يساندوا الجمعية في مدينة جدة، لتستطيع إن تقوم بدورها الحقيقي، كإحدى مؤسسات المجتمع المدني. هذا الدور يعكس جمال وفنون وتراث المجتمع في جدة ومكة والحجاز عموماً لما فيه من إثراء وغنى لمجتمعنا السعودي ككل. والدعم المطلوب ليس مادياً فقط ولكن في جميع المجالات العينية والمعنوية والتوجيهات والاقتراحات التطويرية، التي تسهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في إبراز نشاطات الجمعية وتحسين ومستواها النوعي والكمي. ورجل الأعمال احمد محمد باديب هو أول المبادرين بحب أبناء جدة والذين هم أبناء هذا الوطن المعطاء». وأكد التعزي إن المطلوب «هو العمل الجاد والمستمر من الجميع، سواء في الجمعية أم خارج الجمعية، فالجمعية جزء من المجتمع وتعكس جمالياته وفنونه وتراثه، ولابد من التعاون بين جميع الفنانين والمبدعين بكل توجهاتهم لكي تكون الجمعية هي المرآة الحقيقية، والتي ينعكس عليها كل جمال وقدرات وقيم ورعة المجتمع».