قال الرئيس التونسي محمد المرزوقي إن «القضاء على الإرهاب لا يستوجب ضربات أمنية وعسكرية فقط بل يستوجب أيضاً التمسك باحترام حقوق الإنسان وأساساً بحرية الضمير والعبادة والرأي واللباس والتظاهر»، فيما تابعت الوحدات الأمنية حملة اعتقالات تشنها في صفوف «متشددين». ودعا المرزوقي، خلال كلمة إحياء ذكرى عيد الجمهورية في المجلس الوطني التأسيسي أمس، إلى «تفعيل الوحدة الوطنية والكف عن استغلال الحوادث الأليمة للتراشق بالاتهامات». وكان المرزوقي عبّر خلال تكريمه عسكريين عزلهم النظام السابق مساء أول من أمس، عن ثقته الكاملة بالجيش التونسي وقياداته. وقال: «أنا والدولة ندعم الجيش الوطني ونوفر له كل الإمكانات لمواجهة الإرهاب». واعتبر رئيس الجمهورية أن الطبقة السياسية أظهرت قدرة بارعة على الوفاق لإنقاذ تونس من دوامة العنف، معلناً «توقيع قرار جمهوري لدعوة الناخبين للقيام بواجبهم في الانتخابات الاشتراعية والرئاسية في التواريخ التي حددتها هيئة الانتخابات». ودعا التونسيين إلى أن يكونوا «من صنّاع التاريخ لا من ضحاياه». من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة إن «الإرهاب ليس سحابة صيف عابرة وإنما أصبح معطى دائم في تونس يجب اتخاذ إجراءات عاجلة ضده»، محذراً من أن الإرهاب قادر على عرقلة عملية الانتقال الديموقراطي وتصعيب جهود الإصلاح. وشدد جمعة على أن الوحدات الأمنية «توفق بين وضع الخطط والتصدي للخطر الإرهابي واحترام حقوق الإنسان» مشيراً إلى أن القرارات الأخيرة (غلق المساجد والإذاعات التكفيرية) لا يتنافى مع ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات. في سياق متصل، تواصلت الحملة الأمنية ضد «متشددين» متهمين بدعم الإرهاب، إذ أعلنت وزارة الداخلية أن الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني (الدرك) والشرطة أوقفت أول من أمس، 52 عنصراً من المطلوبين لدى السلطات الأمنية والقضائية «لتورطهم في قضايا إرهابية بصفة مباشرة أو غير مباشرة». وألقت الوحدات الأمنية في الآونة الأخيرة القبض على عشرات المحسوبين على التيار السلفي الجهادي منهم قيادات في تنظيم «أنصار الشريعة» المحضور، ووُجهت لبعضهم تهم تتعلق بالإعداد لعمليات إرهابية تستهدف منشآت سياحية وأمنية. وكانت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «كتيبة عقبة بن نافع» مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هاجمت مساء أول من أمس نقطتين عسكريتين في جبل الشعانبي (غربي البلاد)، ما أسفر عن مقتل 14 عسكرياً وجرح أكثر من 20 آخرين. في سياق آخر، أحيا أنصار «الجبهة الشعبية» (تحالف اليسار والقوميين المعارض) الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي في الجبهة محمد البراهمي على أيدي متشددين. وتجمع مئات الأشخاص في ساحة باردو (أمام البرلمان) لإحياء الذكرى، رافعين شعارات «أوفياء لدماء الشهداء» و»يا شهيد ارتاح سنواصل الكفاح» و»لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب».