حل الائتلاف الحكومي في البرلمان الأوكراني نفسه، ما يفسح في المجال أمام إجراء انتخابات مبكرة كان وعد بتنظيمها الرئيس بيترو بوروشينكو منذ انتخابه في 25 أيار (مايو) الماضي. واعقب ذلك تقديم رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك استقالته مندداً ب «جريمة سياسية ومعنوية تعرقل مبادرات الحكومة» في أوج أزمة اقتصادية ووسط النزاع المسلح في الشرق. وأمس، تصاعدت حدة المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في المناطق المحيطة بدونيتسك، وسط اتهامات بتدخل مباشر لموسكو التي تحدثت عن «9 اعتداءات أوكرانية على أراضي روسيا خلال شهرين». وسأل أناتولي أنطونوف، نائب وزير الدفاع الروسي: «إذا تعرضت الولاياتالمتحدة لإطلاق نار من أراضي مجاورة، وأدى ذلك إلى مقتل مواطن فماذا ستفعل»؟ وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف هدد بأن موسكو سترد على مواقع إطلاق النار إذا تعرضت نقاطها الحدودية لضربات جديدة. وتحدثت رئاسة أركان «عملية مكافحة الإرهاب» الأوكرانية عن إطلاق صواريخ غراد من روسيا على نقاط مراقبة في مطار لوغانسك، وبلدات ايلينكا وكوميشني وبيريزوفي، إضافة إلى بلدة امفروسيفكا في منطقة دونيتسك. وترددت أصوات نيران المدفعية طيلة الليل جنوب دونيتسك وشمال غربها. وانقطعت الكهرباء عن مناطق قرب المدينة بسبب أضرار لحقت بعشرات المحطات الكهربائية الفرعية، فيما أمر الانفصاليون بإزالة كل السيارات من ميدان قريب من محطة القطار. وأعلن المتمردون أن وحدة من مظليي الجيش الأوكراني محاصرة قرب حدود روسيا، ما دفع كييف إلى إرسال أربع طائرات «سوخوي 25» أسقطوا منها اثنتان. وفي مؤشر إلى تفاقم التوتر، حظر الانفصاليون اقتراب الصحافيين في مناطقهم من مواقع القتال وحواجز المراقبة من دون الحصول مسبقاً على تراخيص من «وزارة الدفاع» المعلنة من جانبهم. وتعرضت سيارة تنقل صحافيين كانت متجهة إلى منطقة سقوط الطائرتين الأوكرانيتين لإطلاق نار من مسافة قريبة. في غضون ذلك، غادرت طائرة هولندية تحمل 74 نعشاً لضحايا الطائرة الماليزية مدينة خاركيف أمس. وقالت ناطقة باسم فريق التحقيق إن «أعمالاً كثيرة لم تنجز، وتحديد هوية 298 ضحية سيستغرق وقتاً». على صعيد آخر، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 15 شخصية روسية وأوكرانية موالية لروسيا، إضافة إلى 18 كياناً، هم تسع شركات وتسع مؤسسات، اتهمتهم بدعم الانفصاليين. في المقابل، أبدى الرئيس الأوكراني بوروشنكو خيبته من قرار فرنسا الإيفاء بعقد بيع روسيا سفينتين حربيتين من طراز «ميسترال»، وذلك اثر رد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجدداً على انتقاد بريطانياوالولاياتالمتحدة رغبة بلاده في تسليم السفينتين قائلاً: «هناك قاعدة تتمثل في وجوب احترام العقود الموقعة والمدفوعة، كما يتعين تفادي تمزق أوروبا والدخول في خلافات داخلية».