أمر الرئيس الأوكراني الجديد بترو بوروشنكو المدعوم من الغرب أمس الثلاثاء بإقامة ممرات إنسانية في الشرق الانفصالي يمكن أن تنقذ مدنيين وتؤدي إلى تطبيق خطته الهادفة إلى إنهاء قرابة شهرين من القتال بحلول نهاية الأسبوع. ومبادرة بوروشنكو تلبي طلباً أساسياً قدمته موسكو وتساهم في تبديد القلق لدى المجموعات المدافعة عن حقوق الإنسان إزاء استخدام كييف الدبابات وسلاح الجو في مناطق ذات كثافة سكانية من أجل قمع الانفصاليين الموالين لروسيا. لكن الملياردير الأوكراني لم يوافق على طلب الكرملين السماح بوصول مساعدات روسيا إلى الشرق الأوكراني، لأن كييف تخشى أن يتم عبر ذلك نقل أسلحة إلى المتمردين. وقال مكتب بوروشنكو في بيان «من أجل تجنب سقوط ضحايا جدد في منطقة عملية مكافحة الإرهاب، أمر الرئيس الوزراء المعنيين بتأمين كل الظروف اللازمة للمدنيين الراغبين في المغادرة». وطلب الرئيس الجديد أيضاً من حكومته تأمين وسائل نقل وإمدادات أغذية ومواد طبية للمسؤولين المحليين لكي يتمكنوا من مواجهة تدفق النازحين في أقسام أخرى من أوكرانيا. في غضون هاجم المتمردون الموالون لروسيا أمس الثلاثاء مطار لوغانسك شرق أوكرانيا الذي تسيطر عليه القوات الموالية لكييف كما أعلن مصدر عسكري أوكراني لوكالة فرانس برس. وقال مظلي من الوحدة التي تؤمن الدفاع عن المطار في هذه المدينة والتي أصبحت معقلاً للانفصاليين الموالين لروسيا «لقد تعرضنا لهجوم بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة. لقد ركز المتمردون قوتهم في محيط المطار، ونحن ننتظر تعزيزات». وأعلن المتمردون الموالون لروسيا في آيار/مايو استقلال «جمهورية دونيتسك» ثم «جمهورية لوغانسك» وقطعوا كل العلاقات مع كييف. وتسيطر قوات «جمهورية لوغانسك» التي استولت الأسبوع الماضي على عدة مراكز حدودية مع روسيا، على القسم الأكبر من المنطقة اليوم والتي تشكل مع دونيتسك عصباً صناعياً لأوكرانيا. وأغلق مطار لوغانسك الدولي منذ أكثر من شهر بسبب انعدام الأمن في المنطقة. وأصبحت السيطرة على مطارات من تحديات النزاع المسلح الدائر بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية. ومطار دونيتسك الذي هاجمه المتمردون في نهاية آيار/مايو استعادته القوات الأوكرانية في ختام هجوم مضاد مع تدخل طائرات قتالية ومروحيات أوقع حوالي أربعين قتيلا من جانب الانفصاليين غالبيتهم من الجنسية الروسية. وكشف بوروشنكو عن خطط لوقف حركة تمرد أوقعت أكثر من 200 قتيل وهزت أسس الجمهورية السوفياتية السابقة، مع اختتام أول أسبوع له في السلطة. وتأتي مبادرة السلام بعد أول لقاء في إطار سلسلة اجتماعات يومية مرتقبة مع سفير موسكو في كييف وممثل من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. والمفاوضات التي يجريها بوروشنكو مع الكرملين تشمل بذل جهود من أجل تجنب وقف إمدادات الغاز الروسي الذي يمكن أن يؤثر على أوروبا ويغرق الاقتصاد الأوكراني المتداعي في انكماش أكبر.