دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة حول مطار دونيتسك، كبرى مدن منطقة الانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا أمس، بينما لمح الرئيس بيترو بوروشينكو الى ان شروط الهدنة التي يطالب بها الأوروبيون لم تتوافر بعد. وأفادت بلدية دونيتسك التي تضم حوالى مليون شخص بأن «سكان عدد كبير من الأحياء سمعوا هدير طائرة حلقت على ارتفاع منخفض جداً، ودوي دفاعات جوية»، بينما رأى شهود معدات عسكرية ثقيلة في الشوارع الرئيسة للمدينة، في وقت اصطف حوالى مئتي شخص في محطة القطارات لشراء بطاقات سفر الى روسيا. وقال رجل في الخمسين من العمر رافق بناته وأحفاده الى محطة القطارات: «كل شيء يغلق في دونيتسك. لا نستطيع فعل شيء، والوضع خطر جداً»، علماً ان القوات الحكومية تمركزت جنوبالمدينة لإحكام الطوق المفروض عليها. وكان «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك» الانفصالية الكسندر بورداي اكد اول من امس، تصميمه على «الدفاع عن الأرض ضد الاحتلال». وتحدث عن امكان «اجلاء عشرات الآلاف او حتى مئات الآلاف» من سكان مدينة دونيتسك امام تقدم القوات الأوكرانية. وسقط جندي باشتباك اندلع قرب بلدة كارلوفكا بدونيتسك، في حين اسفر هجوم بصواريخ غراد شنه المتمردون على موقع لقوات حرس الحدود الأوكرانية في مدينة لوغانسك المجاورة عن مقتل 23 جندياً على الأقل، وهو اكبر عدد قتلى منذ ان أنهت كييف وقفاً للنار من جانب واحد في 30 حزيران (يونيو) الماضي. وتوعد زوريان شكيرياك، مستشار وزير الداخلية الأوكراني آرسين افاكوف «برد سريع على هذا العمل الإرهابي الوحشي»، علماً انه اعلن مقتل 50 انفصالياً في الأيام الأخيرة بضربات جوية على مواقع للمتمردين قرب الحدود. كذلك، قضى جنديان وعنصر من قوات حرس الحدود بانفجار لغم لدى مرور آليتهم المدرعة قرب دوفزانسكي على الحدود مع روسيا، وسقط 4 عمال مناجم وجرح 16 آخرون بسقوط قذيفة على باص اقلهم في تشيرفونوبارتيزانسك بالمدينة ذاتها. اتصالات بوروشينكو وفي اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل، اكد الرئيس الأوكراني بوروشنكو استعداده «لوقف نار ثنائي» في الشرق شرط ضمان مراقبة الحدود مع روسيا لوقف نقل اسلحة ومقاتلين من روسيا، وإطلاق جميع الرهائن وبدء مفاوضات غير مشروطة. وأفادت الرئاسة الأوكرانية بأن «مركل اشارت في الاتصال الى ان ممثلي بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الموجودين في الشرق لا يستطيعون الوصول الى الحدود بسبب تحركات المقاتلين»، فيما تحدث الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت عن مطالبة مركل الرئيس الأوكراني بيترو ب «التعامل في شكل مناسب مع الانفصاليين وحماية المدنيين». وزاد: «اتفق الجانبان على ضرورة إجراء محادثات مجموعة الاتصال على وجه السرعة لبدء تطبيق خطة بوروشينكو للسلام، ووقف النار». وأشارت الرئاسة الأوكرانية ايضاً الى ان بوروشينكو ابلغ جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، في اتصال آخر، أن روسيا والانفصاليين رفضوا اقتراحات قدمتها كييف للتفاوض على وقف للنار. وكشفت الرئاسة ان بوروشينكو وبايدن بحثا اصلاح البنى التحتية في البلدات التي استعادتها السلطات من الانفصاليين في الشرق، مشيرة الى ان بايدن وعد بمنح مساعدة اميركية لهذه المشاريع. وأفاد البيت الأبيض بأن «بايدن ابلغ الرئيس بوروشينكو أن الولاياتالمتحدة تناقش مع شركائها في المجتمع الدولي الحاجة الى محاسبة روسيا على دعمها المستمر للانفصاليين». تنديد منظمة العفو على صعيد آخر، دانت منظمة العفو الدولية اليوم تزايد عمليات التعذيب والخطف التي تستهدف خصوصاً ناشطين موالين لكييف في شرق اوكرانيا. وقال دينيس كريفوتشييف، مدير المنظمة لأوروبا وآسيا الوسطى: «خطِف مئات الأشخاص في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وتعرض معظمهم لتعذيب. كما ارتكبت القوات الموالية لكييف تجاوزات اقل عدداً». وأحصت المنظمة 222 عملية خطف، علماً ان وزارة الداخلية الأوكرانية كانت اعلنت خطف حوالى 500 شخص في الشرق بين نيسان (ابريل) وحزيران (يونيو) الماضيين. وقالت المنظمة انه «مع استعادة القوات الموالية لكييف السيطرة على سلافيانسك وكراماتورسك وبلدات اخرى شرق اوكرانيا، يجري تحرير أسرى وينكشف المزيد من الحالات المثيرة للقلق». رحلة بوتين وعشية رحلته الى كوبا والأرجنتين والبرازيل حيث سيحضر قمة لدول مجموعة «بريكس»، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن البرازيل والقوى الصاعدة الأخرى يجب ان تلعب دوراً أكبر في الشؤون العالمية، وتستطيع ان تساعد في التصدي للنفوذ الأميركي وبناء عالم متعدد الأقطاب. وأكد ان روسيا ستدعم محاولة البرازيل الحصول على مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، علماً انه يتوقع ان يؤيد قادة «بريكس» خططاً لإنشاء بنك جديد للتنمية مقره الصين سيكون منافساً للبنك الدولي، وإنشاء احتياطات مشتركة من النقد الأجنبي، ما سيعزز وفق يوري اوشاكوف، مستشار بوتين للسياسة الخارجية، النظام المالي العالمي و»هو امر مهم في ضوء تعثر اصلاحات صندوق النقد الدولي».