كييف، برلين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما ان الطائرة الماليزية التي تحطمت شرق أوكرانيا أول من امس وحدثت في «مجزرة علماء»، أسقطت استناداً إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية ورادارات للاستخبارات الأميركية بصاروخ أطلِق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يدعمهم بأسلحة ثقيلة وتدريبات». وقال: «ليس الوقت للدعاية السياسية والألاعيب، وما حصل نداء صحوة للأوروبيين»، داعياً بوتين إلى العمل لحل سياسي ووقف دعم الانفصاليين في أوكرانيا. (للمزيد) وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من أن الوضع في شرق أوكرانيا بات «أكثر تعقيداً» وسط تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو بالمسؤولية عن إطلاق صاروخ أرض- جو على الطائرة الماليزية في قرية غرابوف بمنطقة دونيتسك أول من امس. وأدى الحادث إلى مقتل 298 شخصاً كانوا على متن الطائرة، بينهم غلين توماس الناطق باسم منظمة الصحة العالمية وحوالى مئة عالم وباحث في ميادين الطب كانوا سيشاركون في مؤتمر حول مرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) في مدينة ملبورن الأسترالية غداً. واعتبرت مركل أن «من المبكر جداً الحديث عن فرض عقوبات صارمة على روسيا التي نريد إبقاء باب التواصل مفتوحاً معها، على رغم مؤشرات إلى امتلاك الانفصاليين الموالين لها أسلحة ثقيلة جاءت عبر الحدود». وطالبت بتحقيق مستقل في حادث الطائرة بعد الاتفاق على وقف النار، والذي أيده مجلس الأمن في اجتماع عاجل لاحقاً، معلناً أن جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سيتوجه إلى كييف وموسكو خلال أيام لإجراء محادثات. وأبلغ فيلتمان مجلس الأمن أن بان يشعر بالانزعاج من تقارير «عدة وموثقة» عن استخدام صاروخ أرض- جو متطور لإسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا. أما السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور، فقالت إن الطائرة «أسقطت على الأرجح بصاروخ أرض – جو من طراز «أس إي 11» أطلِق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون». وكان لافتاً إعلان وزارة الدفاع الروسية أن منظومة صواريخ «بوك أم 1» الأوكرانية كانت في يوم الحادث «مفعّلة» في محطة رادار كوبول التي لا تبعد كثيراً من موقع سقوط الطائرة، ما دعّم تحميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية مسؤولية الكارثة «لأنها واصلت العملية العسكرية في الشرق ولم تغلق الأجواء في منطقة المواجهات». وخلال تقديمه التعازي إلى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بسقوط 154 من مواطنيه كانوا على متن الطائرة، طالب بوتين ب «تحقيق محايد وتسوية سريعة لأزمة أوكرانيا بعد المأساة». وردت كييف بأن «موسكو سلّمت الانفصاليين منظومة بوك الصاروخية قبل استخدامها لإسقاط طائرة شحن من طراز أنطونوف ومقاتلة سوخوي 25، ثم الطائرة الماليزية التي اعتقدوا بأنها مقاتلة أوكرانية». وبث الجيش الأوكراني تسجيلاً لمكالمة هاتفية أبلغ فيها قائد انفصالي في دونيتسك مسؤولاً عسكرياً روسياً بإسقاط «مقاتلة أوكرانية جديدة»، ثم لمكالمة أخرى بعد نصف ساعة قال فيها الانفصالي إن الطائرة «مدنية». وسعى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بعد اتصال هاتفي مع الرئيس أوباما، إلى حشد الرأي العام العالمي، قائلاً: «العدوان الخارجي على أوكرانيا ليس مشكلتنا وحدنا، بل خطر يهدد أمن أوروبا والعالم». وعلى رغم الدعوات الغربية إلى التهدئة من أجل السماح بفتح تحقيق في حادث سقوط الطائرة، لوّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصعيد إذا تعرضت منشآت حدودية روسية لهجمات أوكرانية. وقال: «حذرنا سابقاً من أننا سنرد على إطلاق صواريخ أوكرانية على مواقعنا، وذلك بتدمير نقطة إطلاق هذه الصواريخ».