أدى عطل فني في أشياب «عين العزيزية» إلى انقطاع المياه عن سكان عدد من أحياء شمال جدة، إذ تزاحم المئات من رجال وأطفال ونساء، وبعض ذوي الاحتياجات الخاصة، في مقر العين للحصول على صهاريج المياه. وواجه ذوو الاحتياجات الخاصة في «عين العزيزية» وضعاً مأسوياً جراء كثرة المتزاحمين في مواقع الانتظار الخاصة بالحاصلين على أرقام معنية بترتيب الراغبين في التزود بصهريج للمياه. وأوضح مدير وحدة أعمال المياه في الشركة الوطنية فرع جدة المهندس عبدالله العساف ل«الحياة»، أن السبب وراء انقطاع شبكة المياه يعود إلى عطل فني حدث في اليومين الماضيين، مؤكداً عمل الشركة على إصلاحه في مدة زمنية لا تتجاوز اليوم (الأحد). وقال المهندس عبدالله العساف إن الشركة خصصت شبابيك لذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على أرقام، ويعاملون بطريقة خاصة. ودعا مدير وحدة أعمال المياه في جدة المواطنين والمقيمين إلى استغلال «خدمة الهاتف» للطلب من طريقها بدلاً من الحضور للعين، والتسبب في مضاعفة الزحام الذي قد يستمر يومين. وفيما تتواصل إعلانات الشركة الوطنية للمياه عن المشاريع المستقبلية التي يعتبرونها ستسهم في القضاء على أزمة جدة المستمرة معها، بيد أن المشهد في «عين العزيزية» أمس، لم يختلف عن أوضاع الأعوام الماضية، من حيث كثرة المتوافدين على العين. وتعاني جدة التي توصف ب «جارة البحر» في العقدين الأخيرين، أزمة وصلت إلى المرحلة «الحرجة» في بعض الأحيان في الأعوام الماضية، جراء ازدياد الطلب مقابل قلة المتاح أو المتوافر من المياه. ويقول خالد عجب من ذوي الاحتياجات الخاصة ل «الحياة» إنه لم يراوح مكانه أثناء انتظاره لدوره في طابور الوصول إلى شبابيك الصهاريج أكثر من ساعة ونصف الساعة، مضيفاً «منذ الساعة الثانية ظهراً، وأنا موجود في المحطة، وتسببت زحمة العملاء في عدم حصولي على تذكرة رقم للصهاريج، لكني مجبر على الانتظار في ظل انقطاع المياه عن حي الزهور الذي أقطنه منذ أكثر من أسبوعين». وانتقد خالد عجب عدم وجود موقع مخصص يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة في «عين العزيزية»، ما يدفعهم للوقوف في طوابير طويلة تزيد من معاناتهم. من جهته، يؤكد المواطن أبو بكر محمود أحد المنتظرين في «عين العزيزية»، وهو رجل مسن، أن أسعار صهاريج المياه الواقفة خلف محطة العين في «الرد» الواحد تراوح من 200 إلى 250 ريالاً، على رغم أن السعر النظامي 114 ريالاً. واستغرب المواطن أبو بكر محمود من وجود أعداد كبيرة من الصهاريج خارج المحطة، على رغم أنهم يزودون بالمياه منه «فكيف يخرجون بلا مشترك أو عميل ؟!». بدوره، أبدى المواطن عادل اللقماني استياءه من طول الانتظار، واصفاً ما حدث ب «قلة التنظيم»، إذ لم يخف سخريته من بخار ملطف الأجواء الموضوع في مكان الانتظار داخل المحطة، بالقول «هواء بخار الماء متوافر في المحطة، وبيوتنا خالية من الماء من أسبوع».