شهدت مدينة الرياض خلال الأسابيع الأولى من فصل الصيف لهذا العام انقطاعات متكررة للمياه في أحياء عدة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار بيع صهاريج المياه، إذ وصل سعر الواحد منه نحو 250 ريالاً، بعد أن كان ب120. وشهدت محطات تعبئة المياه طوال الأيام الماضية وجود عدد كبير من المواطنين، بغية الحصول على ماء في منازلهم، خصوصاً الذين يسكنون أحياء المعذر الشمالي، والمحمدية، وأشبيلية، والمربع. وقال المواطن محمد التميمي الذي يسكن في حي المعذر الشمالي: «المياه مقطوعة عن منزلي منذ أيام عدة، لكن للأسف بلاغي المقدم للشركة الوطنية للمياه يلغى بعد يوم واحد من التقديم من المختصين هناك، بحجة وجود عطل في المصدر ويقصد بها أنابيب تغذية المنازل بالمياه»، مشيراً إلى أن الانقطاع المتكرر للمياه تسبب في إحراق جهاز تشغيل سحب المياه. وذكرت أم عبدالعزيز أنها اضطرت إلى التعامل مع أحد سائقي الصهاريج والاتصال عليه عند انتهاء المياه في خزان منزلها بأسعار مرتفعة في حال انقطاع المياه، لافتةً إلى أن هذا السائق يبيع المياه لحسابه الخاص، ولكنها لجأت إليه، كونها امرأة لا تستطيع الذهاب إلى المحطات ودفع فاتورة والانتظار مع الرجال في المحطة. وأكد المقيم يحيى محمد الذي يقطن في حي المربع أنهم يعانون من مشكلة انقطاع المياه المتكررة، «قد يصل الانقطاع إلى أسبوع كامل، وفي كل مرة نتصل بالشركة، يرد علينا الموظف بأنه لا بد من تقديم بلاغ رغم تقديم البلاغ في المرة السابقة، وفي حال إصرارنا على معرفة سبب الانقطاع، يجيب أنه لا يستطيع إخبارنا»، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود تجاوب من الشركة مع بلاغاتهم. وذكرت معلمة (فضلت عدم ذكر اسمها) أنها اعتادت على انقطاع المياه في بداية كل صيف، مضيفةً: «عند عودتي من المدرسة أتفاجأ في عدد من الأيام بانقطاع المياه، ما يجبرني على الذهاب وشراء الماء، ووجبة». وأرجع محمد القرني سبب التأخر في وصول الصهاريج للمنازل هي كثافة الطلب عليها، إذ إنه لا يستطيع اللجوء إلى الصهاريج الموجودة بالسوق السوداء لارتفاع سعرها، متسائلاً عن دور الرقابة عن مثل هؤلاء الباعة الذين يستغلون حاجة الناس للمياه، مطالباً شركة المياه الوطنية بسرعة حل هذه المشكلة، والعشوائية عند الاتصال والبلاغ. ولفت موظف في محطات تعبئة المياه «الخليج» (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن أعداد القادمين لطلب صهاريج المياه تتزايد يومياً وبشكل ملحوظ، فقد يصل خروج الصهاريج إلى أكثر من 800 مواطن في اليوم الواحد. من جانبه، أوضح مدير وحدة أعمال مدينة الرياض المهندس نمر الشبل ل«الحياة» أنه لا يوجد هذا العام أي نقص في كميات المياه في مدينة الرياض مقارنة بالعام الماضي. وأضاف أن سبب الانقطاع الذي قد تحصل أحياناً في بعض أجزاء مدينة الرياض ناتجة من تأثر بعض المصادر بالتقلبات المناخية مثل السرعة العالية للرياح وتهيج الأتربة في مثل هذا الوقت من السنة، ما يسبب زيادة الطلب على المياه.