عادت أزمة المياه في محافظة جدة مرة أخرى إلى الواجهة، إذ سجلت صالات الانتظار في «الأشياب» زحاماً كبيراً، خصوصاً في محطة مياه كيلو 14 (جنوب المحافظة). ورصدت جولة «الحياة» مساء أول من أمس، تكدساً وتدافعاً كثيفاً في محطة أشياب كيلو 14، إذ امتلأت ساحاتها بالمواطنين من شباب وكبار السن في انتظار الحصول على صهريج ماء لسد حاجاتهم اليومية. وسجلت الساعة الإلكترونية الخاصة بأرقام المراجعين أعداداً مهولة على قائمة الانتظار تجاوزت ال500 بعد الألف، مشترطاً فيها منح صهريج فقط للشخص مهما بلغت حاجته للمياه، وبالتالي ارتفاع سعر الصهاريج إلى أرقام لا تقاوم، وصل معها قيمة الواحد إلى 200 ريال، إضافة إلى استمرار الطوابير الطويلة داخل المحطة الأمر الذي تسبب في إرباك كبير لسكان المحافظة. ولا زالت «أزمة المياه» على هذا النحو، إذ تجاوز بقاء بعض المواطنين المرابطين من أجل الظفر بصهريج ماء حاجز الثماني ساعات داخل صالات الانتظار وفي الساحات المحيطة بالمحطة، من دون وجود أي دليل يشير إلى انفراج الأزمة التي ظل يعاني منها غالبية سكان المدينة الساحلية. وفجرت مشكلة المياه غضب عدد من المواطنين، شكوا إلى «الحياة» ندرتها وعدم توفر الصهاريج التي تنقلها إلى منازلهم، إضافة عدم وجود حلول لدى هاتف «سقيا» المجاني في تفادي الزحام الذي يحدث في الأشياب. وقال أحد سكان حي السنابل المواطن أحمد الأبنوي: «إن هناك أزمة في المياه والدليل أننا نمكث لأكثر من تسع ساعات داخل صالات الأشياب نترقب وصول رقم الانتظار الذي بموجبه تحصل على وايت ماء بعد عناء طويل». وأضاف: «أخبرت بأن مشكلة الازدحام خلال الأيام الماضية تعود إلى قلة الصهاريج التي تنقل المياه بسبب تحول كثير منها للعمل في موسم الحج في مكةالمكرمة، بيد أنها لم تعد حتى الآن على رغم من انتهاء المهمة مما أدى إلى ارتفاع أسعار الصهاريج وما زالت القيمة تصل إلى 200 ريال. وأفاد بأنه اعتاد الذهاب منذ أيام إلى أشياب كيلو 14 للحصول على مجموعة من صهاريج الماء لتعبئة خزان منزله لكنه فوجئ بعدم السماح له بأكثر من واحد فقط، مشيراً إلى أن المشكلة الكبرى تتمثل في أن الصهريج الواحد «لا تحصل عليه إلا بعد عشرات الساعات من الانتظار داخل المحطة. المواطن أحمد الزهراني لفت إلى أن المشكلة تكمن في عدم توافر صهاريج في شكل كبير «بعد طول انتظار امتد إلى أكثر من ثماني أو تسع ساعات لم أحصل إلا على صهريج واحد فقط»، منوهاً إلى أن الهاتف المجاني ل «سقيا» لم يعد قادراً على تقديم خدمة في ظل هذه الأزمة «ذهبت إلى الحجز من طريق تلك الخدمة، وأبلغت أن الماء سيصلني خلال 12 ساعة، لكنني تأكدت في النهاية أنني انتظر سراباً وليس ماء حقيقياً، إذ لم يكن هناك وفاء بالموعد، ولم يصل إلي شيئ نهائياً، ما دعاني إلى المرابطة في الأشياب بنفسي». وكان عدد من مسؤولي المياه في محافظة جدة، أشاروا في وقت سابق، إلى أن وضع الخدمة يسير في شكل مطمئن، وليس هناك أي تنبؤات بوجود أزمة في المستقبل، الأمر الذي جعل المواطنين يستبشرون خيراً بمثل هذه التصريحات. يذكر أن مدير وحدة المياه في الشركة الوطنية للمياه في محافظة جدة المهندس عبدالله العساف ذكر في تصريحات صحافية أنه ضخ 100 ألف متر مكعب من المياه يومياً من محطة التحلية في الشعيبة إلى جدة يومياً، إضافة إلى الكمية اليومية التي تبلغ أكثر من مليون متر مكعب، وسيتم تعميم ضخ المياه على مدار 24 ساعة للأحياء كافة في نهاية عام 2012. وكان وزير المياه والكهرباء عبدالله الحصين قال: «ليس هناك انقطاعات في المياه في جدة لفترات طويلة، ولكن يوجد نقص وهي الآن تقلصت، إذ كان في الأيام الماضية هناك مشكلة في محطات الشعيبة 3، حلت وعادت حالياً بضخ طاقتها الكاملة، إذ يصل في الفترة الحالية إلى مدينة جدة مليون متر مكعب من المياه يومياً، كما أن هناك محطة جديدة في العروس تعمل بالتناضح العكسي وتوفر هذه المحطة ما يقارب من 240 ألف متر مكعب من المياه، إضافة إلى المتدفقة من محطات الشعيبة».