برشلونة - أ ف ب - أثبت النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مجدداً أنه لاعب من كوكب آخر بعدما أصبح أول من أمس الأربعاء أمام باير ليفركوزن الألماني (7-1) أول لاعب يسجل خماسية في مسابقة دوري أبطال أوروبا منذ انطلاقتها موسم 1992 - 1993. «أن نبدأ مقالة بالقول إنه من الصعب تفسير ميسي... يبدو غير مقبول، لكنه الأمر الأصح»، هذا ما كتبته صحيفة «ماركا» الإسبانية، إذ من الصعب جداً وصف ما يقدمه النجم الأرجنتيني مع النادي «الكاتالوني» حيث نجح أول من أمس في تسجيل هدفه ال12 في 8 مباريات خاضها في نسخة هذا الموسم، ليعادل الرقم الذي حققه في المسابقة الموسم الماضي حين وصل فريقه إلى النهائي وتوج باللقب، وذلك الذي حققه الهولندي رود فان نيستلروي مع مانشستر يونايتد الإنكليزي خلال موسم 2002 - 2003. وبات ميسي أول لاعب يسجل خمسة أهداف في المسابقة الأوروبية الأم منذ موسم 1979-1980 حين حقق ذلك الدنماركي سورن ليربي خلال مباراة إياكس آمستردام الهولندي مع أومونيا القبرصي (10- صفر) في كأس الأندية الأوروبية البطلة، رافعاً رصيده فيها إلى 49 هدفاً ورصيده في جميع المسابقات التي خاضها هذا الموسم إلى 48 هدفاً في 42 مباراة (مقابل 53 هدفاً في 55 مباراة خاضها الموسم الماضي). وكان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني محقاً عندما وصف ميسي ب«القاتل»، تعليقاً على نيله جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لأفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة على التوالي. استحق ميسي تماماً أن يصبح رابع لاعب فقط ينال هذه الجائزة للمرة الثالثة بعد الهولنديين يوهان كرويف (1971 و1973 و1974) وماركو فان باستن (1988 و1989 و1992) وبلاتيني بالذات (1983 و1984 و1985)، ومن ساوره الشك في أحقيته في نيل هذا الشرف فسيعدل عن رأيه بعدما شاهد من النجم الأرجنتيني. إن وصف «الأفضل في التاريخ» قد يكون موضع نقاش من مشجعي أساطير مثل بيليه أو مارادونا، لكن ما لا نقاش فيه هو أن ميسي أثبت حتى الآن أنه من طينة العمالقة، وكان بلاتيني مصيباً عندما رد على سؤال حول تصنيفه لميسي في تاريخ كرة القدم، قائلاً: «دعوه يكمل مسيرته أولاً، كل شيء يتغير بسرعة في كرة القدم، هل تعلمون أنه عندما فاز (البرازيلي) رونالدينيو بجائزة الكرة الذهبية عام 2005 قلت حينها: سيفوز هذا اللاعب بالجائزة كثيراً (مستقبلاً)، لكنه لم يفز بها بعد ذلك، لكن وضع ميسي يتعلق بالمجموعة، إنه بحاجة إلى مجموعة مثل برشلونة، إنه قاتل في صميمه، يظهر بصورة اللطيف والظريف؛ لكن لكي تسجل أهدافاً مثل تلك التي يسجلها، يجب أن تكون قاتلاً، لن تفوز إذا كنت لطيفاً جداً في كرة القدم». ويبقى على ميسي أن ينقل شيئاً من التألق الذي يظهره مع برشلونة إلى المنتخب الوطني حيث عجز حتى الآن عن فرض نفسه على الساحة الدولية، لكن «ما زال أمامه الكثير من الوقت» بحسب بلاتيني لأنه «في ال24 من عمره فقط». إنه لاعب رائع ومذهل، ولا يجب محاولة تصنيفه في التاريخ. إنه اللاعب الأعظم في هذا الجيل وكان هناك لاعبون عظماء في أجيال أخرى. لا تتم مقارنة الأجيال سوى في كرة القدم... المتقدمون في العمر يقولون: دي ستيفانو أفضل لاعب في التاريخ، ثم جاء بعده بيليه وكرويف. ميسي لاعب مذهل».