لم يستثن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أي خيار في حديثه عن الأزمة السورية أمس، بل أكد أن واشنطن تعمل على عدة جبهات بينها «رص تحالف دولي» في حال اضطررت للقيام بعمل عسكري، وأعطى أهمية بالغة للدور الروسي في هذه المرحلة. وأكد بانيتا في جلسة استماع أمام الكونغرس أن «جميع الخيارات هي على الطاولة» في ما يتعلق بالوضع في سورية. ودافع عن أداء إدارة باراك أوباما أمام انتقادات النواب بغياب الدور القيادي لها. وقال بانيتا: «نحن نقود في سورية... إنما هناك حاجة لبناء تحالف دولي، للانخراط مع حلف الشمال الأطلسي... هذه الأمور ليست سهلة وتأخذ وقتاً»، معتبراً أنه حين تختار إدارة أوباما التحرك «فسيكون ذلك في الوقت المناسب وسننفذه في شكل صائب بدل جعل الوضع أسوأ مما هو عليه». وكان تركيز بانيتا في تصريحاته على التحالف الدولي، وكرر مراراً أن «التحرك الأحادي هو خطأ» رداً على ما كان اقترحه السناتور جون ماكين بتوجيه واشنطن ضربات جوية ضد النظام السوري. وشدد بانيتا على أن فرض أي حظر جوي على سورية سيتطلب «موافقة وتنسيق إما مع مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) أو مع حلف الشمال الأطلسي». وقال إن واشنطن «بدأت الاستشارات والمحادثات مع دول أخرى حول الخيارات العسكرية» إنما «ليس إعداد الخطط « لهكذا تحرك. كما أشار رئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي في الجلسة نفسها إلى أن الرئيس باراك أوباما طلب من وزارة الدفاع «تقديرات قيادية حول الخيارات في سورية» وفي الوقت نفسه لمح إلى تعقيدات خيار كهذا وخصوصاً لجهة الترسانة الكيماوية التي يملكها النظام السوري، ولوجود «الدفاعات الجوية في مناطق مأهولة». أما في المسار الديبلوماسي، فكان تركيز بانيتا على الدور الروسي والذي «يحظى بتأثير فاعل» يمكن أن تستخدمه موسكو «إذا شاءت للمساعدة في الإطاحة بالأسد». وتحدث عن العلاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين وعن مرفأ طرطوس الذي «تملكه روسيا وهو مركز حيوي للتبادل التجاري والعسكري» بينهما. كما تطرق وزير الدفاع الأميركي إلى الدور العراقي مشيراً إلى أن هناك «انخراطاً متزايداً بالأزمة في سورية وهم دعوا الأسد للتنحي». وفي سؤال لأحد النواب عن المخاوف من أن الأسد لديه زخم اليوم وقد يكون بإمكانه المضي قدماً في الحل الأمني وسحق المعارضة، استبعد بانيتا هكذا سيناريو وأشار إلى أن التقويم الاستخباراتي الأميركي يشير إلى «نمو حركة التمرد في سورية» وأن «ضيق الخناق المالي على الأسد». وفي السياق نفسه تحدث الوزير عن انقسامات في المعارضة السورية ووجود «أكثر من مئة مجموعة على الأرض» وهو ما يعقد الأمور التنسيقية وتقديم الدعم لها من الخارج. وكانت مجلة «فورين بوليسي» نقلت أن الولاياتالمتحدة تعد رزمة مساعدات إنسانية وأخرى في مجال الاتصالات للمعارضة السورية في الداخل والخارج، وأنها متحفظة على إرسال مساعدات عسكرية لها، إنما لن تقطع الطريق أمام دول أخرى للقيام بهذا الأمر.