اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان على "ضرورة أن تواصل كل من الولاياتالمتحدة وتركيا دعمهما للمطالب الديموقراطية المشروعة للشعب السوري وإدانة الأعمال الوحشية لنظام الأسد"، حسبما أفاد بيان للبيت الأبيض عقب اتصال هاتفي بين أوباما وإردوغان أول من أمس. وليس ثمة معلومات عما دار بين الاثنين باستثناء البيانات الرسمية الصادرة عن الجانبين. ومن المحتمل أن تقدم الأيام القليلة المقبلة ما يشير إلى اتجاه الريح التي أدت إلى المناقشة الهاتفية. إلا أن التعليقات الإعلامية الأميركية التي تتناول الاتصالات بين البلدين حتى الآن توضح أن هناك دفعا حذرا نحو دور أوسع لأنقرة في دعم المعارضة السورية، ليس فقط بصورة سياسية إنما أيضا فيما له صلة بفرض منطقة آمنة على الحدود بين البلدين يلجأ إليها الفارون من قمع النظام. وكانت تقارير في واشنطن أشارت إلى تطورات طرأت على موقف الإدارة الأميركية تجاه سورية. وألمحت التقارير إلى اعتراض عسكريين في لقاء بين الرئيس ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي بحضور وزير الدفاع ليون بانيتا لإقحام القوات الأميركية في أي عمل عسكري في شرق المتوسط حاليا، لاسيما أن أي عمل من هذا النوع يمكن أن يتسع إقليميا بسرعة كبيرة. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن واشنطن ترى أن احتمالات قبول الرئيس بشار الأسد بحل إصلاحي حقيقي هو احتمال شبه معدوم في السياق الحالي، مما يعني أن الوضع في سورية مرشح للاستمرار ما لم يحدث ما يصفه البعض بعنصر "شارط يغير من تضاريس وتوازنات الوضع الحالي". إلا أن الأفق الإقليمي والدولي لتلك المساحة الجغرافية المحدودة نسبيا للصراع يبدو عائقا مهما يؤطر النقاشات التي تدور حول أي دور عسكري خارجي في سورية. فمع وصول قطع بحرية روسية لميناء طرطوس الشهر الماضي، أعلنت موسكو استعدادها للذهاب إلى مدى لم يكن متوقعا في واشنطن، في علاقتها مع نظام الأسد. فضلا عن ذلك قدم احتجاز سفينة روسية في قبرص تحمل أسلحة لسورية ثم إطلاق سراحها، دليلا إضافيا على مزاج التحدي الذي يسود موسكو بشأن سورية. وتقع بؤرة التوتر السورية في حقل من الألغام الأخرى من قبيل تهديدات سورية ببدء حرب ضد إسرائيل ومشاركة حزب الله المتوقعة، والخلافات الإقليمية حول حقول الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، إضافة إلى الحبل الغليظ الذي يربط بين أزمة سورية والمواجهة حول برنامج إيران النووي. ميدانيا، قتل ستة عمال وأصيب 16 آخرون أمس بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق بين مدينة أريحا وبلدة المصطومة بمحافظة إدلب شمال غرب سورية.