لا تنتظر واشنطن تغيرالموقف الروسي أو الصيني -رغم تفاؤلها أكثر بفرص تحول موقف بكين- لكي تتحرك حيال سورية، إذ تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية أن مؤتمر مجموعة أصدقاء سورية يوم الجمعة سيحمل خطوات ملموسة لمسار المرحلة المقبلة، وتتوقع «أشهراً وليس سنوات» للرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، معولة على «التصدع» داخل النظام وفشل الحل الأمني. وتؤكد المصادر الديبلوماسية الغربية أن مؤتمر أصدقاء سورية نهاية الأسبوع، سيكون لتدشين المسار الذي قطع الطريق عليه الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن منذ أسبوعين، وتتوقع أن يحمل خطاب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومشاركتها، تفاصيل حول الخطوات المقبلة، والتي ستشملها تحركات لتوفير مساعدات إنسانية لسورية، ودعم المعارضة السورية ومحاولة توحيد صفوفها، وإعطاء مظلة دولية لخطة الجامعة العربية للمضي نحو تسوية سياسية تنهي الأزمة. وهناك أولوية لدى منظمي المؤتمر بإبقائه ضمن اطار الدول الداعمة لهذه الجهود، وخصوصاً خطة الجامعة العربية. وتؤكد المصادر الديبلوماسية، أن واشنطن لا ترى أيَّ «مؤشرات درامية تنذر بتغيير في الموقف الروسي»، وتلفت بالمقابل الى أن «الصين ليست بعناد موسكو نفسه، وهناك أرجحية أكبر بأن تغيِّر موقفها حول سورية». وعن الوضع الحالي في سورية واستمرار النظام في الحل الأمني، يقول الديبلوماسيون الغربيون «إن قيادة النظام تبدو على ثقة بأنها قادرة على التعامل مع الأزمة وحلها عبر ما يصفونه بالحل الأمني... نحن لا نوافقهم هذا التقدير، وبدأنا نرى مؤشرات أولية عن تصدع داخل النظام (السوري) وتساؤلات حول مدى فاعلية نهجه». وتلفت المصادر الى أن هناك أشخاص داخل النظام «بدأوا بدرس خيارات أخرى»، لافتة الى أن الأسد قد يتمكن من الاستمرار «أشهراً إنما ليس سنوات». ويجزم الديبلوماسيون بأن الأسد «لا يمكنه الاستمرار، وسرعة تنحيه ستكون أفضل للجميع، لأن نافذة الحل السياسي تغلق مع الوقت». وتتطلع واشنطن الى استنفاد جميع الخيارات الديبلوماسية والسلمية قبل درس الخيارات العسكرية، وتقول المصادر الغربية إن ادارة باراك أوباما ترى اليوم أنه «مازال هناك نافذة للحل السلمي في سورية... ودق طبول الحرب سيُحدث ضرراً أكثر مما يفيد»، وأن واشنطن «تريد تفادي عسكرة الحل».