سيول، واشنطن - أ ف ب - هددت كوريا الشمالية مجدداً أمس، بشن «حرب مقدسة» على الشطر الجنوبي، في إشارة واضحة إلى أن العلاقات بين البلدين لن تتغير على رغم إعلان بيونغيانغ المفاجئ التوصل إلى اتفاق مع واشنطن حليفة سيول. وأثار إعلان بيونغيانغ تعليق برنامجها النووي وتجاربها لإطلاق الصواريخ لقاء الحصول على مساعدات غذائية أميركية، آمالاً حذرة بتراجع حدة التوتر في ظل إدارة الزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ أون. وتعهدت كل من بيونغيانغ وواشنطن في تصريحات صدرت الأربعاء، بالعمل على إقامة علاقات أفضل. إلا أن القيادة العسكرية العليا في كوريا الشمالية أصدرت تصريحات مخالفة إزاء الجنوب أمس. واتهمت القيادة العسكرية في بيونغيانغ قوات كورية جنوبية برفع شعارات أو لافتات تهين وتشهر بكبار قادة كوريا الشمالية داخل ثكناتها أو في حقول الرماية وغيرها من المنشآت العسكرية. وصرحت القيادة العسكرية الشمالية في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية أن الجنود «أهانوا القيادة العليا (لكوريا الشمالية) بعد أن خلقوا وضعاً وخطيراً غير مستقر». وأضاف البيان أن القيادة «تعلن مرة أخرى أنها ستشن حربها المقدسة للقضاء على مجموعة الخونة». وتابع أن «الذين يهينون كرامة القيادة العليا ولو قليلاً لن يعرفوا الراحة على الأرض أو في السماء». وتعهدت القيادة العليا بالقضاء «من دون رحمة» على أي شخص «يهين أو يشهر بكرامة» القيادة العليا لكوريا الشمالية. وبموجب الاتفاق مع الولاياتالمتحدة، تعهدت كوريا الشمالية بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم وتجاربها النووية وتجاربها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى. كما أنها ستسمح بعودة مفتشي الأممالمتحدة إلى منشآتها النووية. وأعلنت واشنطن أنها ستزود بيونغيانغ 240 ألف طن من الأغذية مخصصة للأطفال والنساء الحوامل. ويأتي الاتفاق بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية إثر محادثات بينهما الأسبوع الماضي في بكين من أجل إعادة إطلاق المحادثات السداسية لنزع السلاح النووي الكوري الشمالي. وتستضيف الصين حليفة كوريا الشمالية المحادثات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا. والتقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي خلال زيارة لسيول أمس، نظيره الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان وأجريا محادثات حول الشمال وغيرها من القضايا كما التقى الرئيس لي ميونغ باك. ورحبت الصين بالاتفاق بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية وتعهدت المضي قدماً في جهود استئناف الحوار النووي على نطاق أوسع. وأعلنت الولاياتالمتحدة أن كبير مفاوضي كوريا الشمالية في الملف النووي ري يونغ هو سيقوم بزيارة نادرة لإجراء محادثات في إحدى الجامعات الأميركية. واعتبر خبراء أن اتفاق الأربعاء، يمكن أن يساعد في إعادة إطلاق المفاوضات السداسية لأن كثيرين يظلون مشككين في أن كوريا الشمالية ستتخلى يوماً عن برنامجها النووي. وأعلنت الخارجية الأميركية أن ري يونغ هو، نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي ليس لديه أي لقاء مقرر مع مسؤولين أميركيين «حتى الآن».