بيونغيانغ، سيول، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – يتوجه أبرز المفاوضين الكوريين الشماليين في الملف النووي الى نيويورك الأسبوع المقبل، بعد اتفاق واشنطن وبيونغيانغ على تجميد الأخيرة نشاطات نووية، في مقابل تلقيها مساعدات غذائية. وجاء الاتفاق بعد محادثات بين الدولتين في بكين الأسبوع الماضي، واعتُبر اختراقاً خلال عهد الزعيم الجديد للدولة الستالينية كيم جونغ أون، الذي خلف والده كيم جونغ إيل في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن شخص مطّلع على المحادثات بين واشنطن وبيونغيانغ، ان ري يونغ هو، نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي والمبعوث الى مفاوضات نزع السلاح النووي، سيشارك في منتدى تنظمه جامعة سيراكيوز في نيويورك حيث قد يلتقي مسؤولين أميركيين. يأتي ذلك بعد إصدار بيونغيانغ بياناً ورد فيه: «بناءً على طلب الولاياتالمتحدة، وللحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات البارزة بينها وبين كوريا الشمالية، وافقت الأخيرة على تجميد إطلاق صواريخ بعيدة المدى والتجارب النووية والنشاطات النووية في يونغبيون، بما فيها نشاطات تخصيب اليورانيوم، للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة تعليق تخصيب اليورانيوم، فيما تستمر الحوارات البناءة» مع الولاياتالمتحدة. واضافت الدولة الستالينية، أن الولاياتالمتحدة عرضت مناقشة رفع العقوبات عنها، وتزويدها مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء، لدى استئناف المحادثات السداسية في شأن تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي. واشارت الى ان الجانبين اكدا التزامهما اتفاق أيلول (سبتمبر) 2005 الذي أُقرّ في المحادثات السداسية، ويقضي بتخلّي الأخيرة عن برامجها النووية، في مقابل مزايا ديبلوماسية واقتصادية ضخمة، وإبرام معاهدة سلام تنهي رسمياً الحرب الكورية (1950-1953). ولفتت الى أن واشنطن تعهدت إرسال 240 ألف طن من «المساعدات الغذائية»، مخصصة للأطفال والحوامل، مع احتمال إرسالها مزيداً من المساعدات الغذائية الى كوريا الشمالية التي تعاني نقصاً مزمناً في المواد الغذائية، منذ مجاعة اجتاحتها في تسعينات القرن العشرين. واشنطن وأكدت واشنطن ما ورد في بيان بيونغيانغ، وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، ان الولاياتالمتحدة «تؤكد مجدداً أن لا نيات عدائية لديها إزاء كوريا الشمالية، وأنها مستعدة لاتخاذ تدابير لتحسين العلاقات الثنائية، بروح من الاحترام المشترك والسيادة والمساواة». وأضافت: «لا تزال لدى الولاياتالمتحدة مخاوف عميقة في شأن سلوك كوريا الشمالية في عدد من المجالات، لكن الإعلان يعكس تقدماً مهماً، على رغم محدوديته، في معالجة بعض هذه المخاوف». واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن الاعلان «يشكّل خطوة أولى متواضعة على الطريق الصحيح»، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة «ستراقب الأمر عن كثب، وستحكم على قادة كوريا الشمالية الجدد من خلال أفعالهم». ورحبت كوريا الجنوبية بالاتفاق، معتبرة انه «يعكس الجهود المكثفة التي بذلتها سيول وواشنطن، لحلحلة الأزمة النووية»، فيما أكدت الصين «استعدادها للعمل مع الأطراف المعنيين، لدفع المحادثات السداسية قدماً». كما اعتبرت اليابان أن الاتفاق «خطوة مهمة»، فيما رحبّت به روسيا. واعتبر المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو، أن الاتفاق «خطوة مهمة للأمام».