سيول، بكين - أ ف ب، يو بي آي - أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية أمس، بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل أجرى محادثات مع الرئيس الصيني هو جينتاو في فندق في تشانغشون شمال شرقي الصين قبل أن يعود بقطار خاص الى بلده. ورجحت هذه الوسائل حصول الزعيم الكوري الشمالي الذي تحاط تحركاته بسرية كبيرة، على موافقة حليفه الصيني على تولي نجله الثاني وخليفته المحتمل كيم يونغ اون السلطة، وعلى مساعدة مالية لاقتصاد كوريا الشمالية المترنح، خصوصاً بعد الفيضانات الكبيرة التي شهدتها البلاد. وأوردت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن كيم يونغ اون رافق والده في الزيارة التي اعتبرت الثانية للزعيم الكوري الشمالي هذه السنة. وأشارت «يونهاب» ومحطة «واي تي أن» الى أن موكباً يتألف من عشرين سيارة تحميها عشر سيارات أمن صينية، غادر الفندق واتجه الى جامعة تشانغشون الزراعية، فيما غادرت شاحنة يعتقد انها تنقل حقائب الموكب الفندق الى محطة تشانغشون حيث يقف القطار الخاص للزعيم الكوري الشمالي. وفيما رأى مسؤول في الاستخبارات الكورية الجنوبية أن الصين أرادت أن تظهر لواشنطن وسيول معاً تحالفها القوي مع الشمال بعد المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية في البحر الأصفر، قال الاستاذ في جامعة «كيونغنام» كيم كون سيك ان «كوريا الشمالية المعزولة لا يمكن ان تلجأ الى دولة أخرى غير الصين لطلب المساعدة ودعم لانتقال السلطة.» وزاد: «توجه الصين ايضاً رسالة الى العالم تفيد بأنها لن تخذل ابداً كوريا الشمالية، في وقت أجرت كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة مناورات عسكرية، وشددتا الضغط على كوريا الشمالية». ويتوقع ان تعلن واشنطن عن عقوبات جديدة ضد بيونغيانغ خلال الاسابيع المقبلة، فيما رفضت سيول اقتراح بكين اجراء محادثات غير رسمية بهدف تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات السداسية المعلقة حول نزع البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وأمس، أبلغ وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا نظيره الصيني يانغ جيشي ان طوكيو تعارض استئنافاً مبكراً للمحادثات السداسية التي توقفت بسبب خلافات حول آليات التحقق من تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، ثم علقت كوريا الشمالية المشاركة فيها السنة الماضية. الى ذلك أفادت وسائل إعلام صينية رسمية بأن سفير كوريا الشمالية في كوبا، كون سونغ تشول، كرر خلال حفلة أقيمت في مناسبة مرور 50 سنة على إقامة علاقات ديبلوماسية بين بلاده وكوبا، بأن بلاده سترد على أي هجوم عليها «بحرب مقدسة» نووية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن كون قوله: «إذا حاولت واشنطن وسيول إثارة صراع في شبه الجزيرة الكورية، سنرد بحرب مقدسة على أساس قواتنا للردع النووي»، فيما أكد أن بيونغيانغ ستناضل من أجل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وإرساء سلام دائم كبداية عملية لتوحيد الكوريتين». وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أعلنت أول من أمس أن كيم يونغ نام، الرجل الثاني في القيادة الكورية الشمالية، أبلغ الرئيس الأميركي السابق الزائر جيمي كارتر أن بلاده تريد استئناف المحادثات السداسية التي تهدف في تفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ. وأثمرت زيارة كارتر لبيونغيانغ عن إفراج كوريا الشمالية ل «دواعٍ إنسانية» عن الأميركي المعتقل لديها منذ 8 شهور ايخالون ماهلي غوميز. وهو رافق غوميز الى مطار لوغان في بوسطن، حيث استقبله 19 من أفراد أسرته. ونزل غوميز وكارتر من الطائرة وسط تصفيق الجمع الصغير الحاضر. واكتفى الرئيس الأميركي السابق برسم علامة بإبهامه في إشارة الى أن كل شيء على ما يرام، من دون أن يدلي بأي تصريح للصحافيين. وقبل والدة غوميز وشخصيات عدة قبل أن يرحل مجدداً في الطائرة ذاتها. كذلك لم يدل غوميز، أستاذ اللغة الإنكليزية البالغ 30 سنة، بأي تصريح وغادر مع أفراد أسرته المطار بعد وصوله. وقالت الأسرة في بيان: «واجه ايخالون فترة طويلة وقاتمة وصعبة، ويجب أن نشكر الرئيس كارتر الذي توجه الى كوريا الشمالية لإعادته الى المنزل. ونشكر كوريا الشمالية لحسن معاملتها ايخالون وقبولها الإفراج عنه لأسباب إنسانية»، علماً انه حكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة ثماني سنوات بتهمة اجتياز الحدود الكورية الشمالية مع الصين في شكل غير قانوني. وأبدى الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي ارتياحه للإفراج عن غوميز. وقال: «نثمن الجهد الإنساني للرئيس السابق كارتر، ونعرب عن ارتياحنا لقرار كوريا الشمالية منح غوميز عفواً خاصاً، والسماح له بالعودة الى الولاياتالمتحدة».