واشنطن، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب - أفادت وكالة «بلومبرغ» الأميركية بأن الولاياتالمتحدة أعدت «خيارات عسكرية» لهجوم محتمل على إيران، فيما أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه أمس، أن غالبية من الإسرائيليين تعارض ضربها. وبيّن الاستطلاع الذي أجرته جامعة ماريلاند، بالاشتراك مع معهد «داهاف» الإسرائيلي، أن 34 في المئة يرون وجوب امتناع الدولة العبرية عن شنّ هجوم على إيران، فيما ربط 42 في المئة أي هجوم، بموافقة الولاياتالمتحدة. ولا تزيد نسبة مؤيدي ضرب إيران، على 19 في المئة. في غضون ذلك، أكد قائد سلاح الجو الأميركي الجنرال نورتون شوارتز، امتلاك بلاده قنابل قوية جاهزة للاستعمال، بينها 30 ألف قنبلة خارقة للتحصينات، إذا اتخذ الرئيس باراك أوباما قراراً بشنّ هجوم على إيران. وقال: «نملك قدرات عملانية، ومن الأفضل عدم الوجود حيث يمكن استعمالها. هذا لا يعني أننا لن نواصل إجراء تحسينات، وهذا ما نقوم به». ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن شوارتز أن هيئة أركان الجيوش الأميركية «أعدت خيارات عسكرية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، إذا حدث نزاع» عسكري. الخيارات العسكرية ونسبت إلى «مسؤولين في البنتاغون» أن تلك الخيارات العسكرية «تبدأ بتوفير إعادة تزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود جواً، وتشمل شنّ هجوم على ركائز النظام الإيراني، بما في ذلك الحرس الثوري وفيلق القدس وقواعد عسكرية إيرانية نظامية ووزارة الاستخبارات». ونقلت «بلومبرغ» عن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديبمسي قوله خلال جلسة استماع للجنة الموازنة في مجلس النواب: «لا مجموعة في أميركا أكثر تصميماً على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، أكثر من رئاسة الأركان». لكن واشنطن وتل أبيب ما زالتا مختلفتين على تحديد «الخط الأحمر» الذي يوجب شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. النموذج الكوري الشمالي إلى ذلك، رفضت إسرائيل مقارنة إيران بكوريا الشمالية، بعد اتفاق بين الأخيرة والولاياتالمتحدة، تجمّد بموجبه نشاطات نووية، في مقابل مساعدات غذائية. واعتبر داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، أن الملفين النوويين لإيران وكوريا الشمالية «مختلفان تماماً». وقال: «يجب أن نهنئ السياسة الخارجية الأميركية، لكن يجب أن نتذكر أن ما حدث في كوريا الشمالية كان متأخراً قليلاً. الكوريون تخطوا عتبة القدرة النووية، وهذا ما لا نريد حدوثه في إيران». ورأى أن «كوريا الشمالية دولة صغيرة وضعيفة، وإذا امتلكت قنبلة نووية أو اثنتين، فإن ذلك للابتزاز الاقتصادي فقط، فيما لدى إيران أذرع عالمية ودوافعها أيديولوجية». أتى ذلك بعدما أوردت صحيفة «هآرتس» أن الاتفاق بين واشنطن وبيونغيانغ «ساهم في طريقة محكمة، في تعزيز حجة إدارة أوباما ضد عملية عسكرية إسرائيلية محتملة تستهدف إيران». أما موشيه يعلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فشدد على أن واشنطن «لا تضغط» على تل أبيب، لتتخلى عن الخيار العسكري ضد طهران، مشيراً إلى أن لقاء أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين المقبل، «سيكون فرصة جيدة لتوضيح موقف الجانبين في شأن كيفية التصرّف إزاء التهديد النووي الإيراني، والذي يعتبر الجانبان أنه خطر». وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني نفى تقارير صحافية أفادت بأن نتانياهو سيضغط على أوباما، ليهدد إيران بهجوم، قائلاً: «إيران لم تبدأ السعي إلى صنع سلاح (نووي)، ولدينا وقت ومجال لمواصلة السياسة التي انتهجناها منذ تولى الرئيس الحكم». وحذر من أن «أي عمل عسكري في المنطقة، يهدد بمزيد من عدم الاستقرار»، مذكّراًَ بأن «لإيران حدوداً مع أفغانستان والعراق».