واشنطن - رويترز - قال البيت الأبيض أن أحد كبار مساعدي الرئيس الاميركي باراك أوباما أبلغ زعماء إسرائيل في مطلع الأسبوع أن الوقت مازال متاحاً أمام المساعي الديبلوماسية الرامية الى منع إيران من امتلاك سلاح نووي. جاء ذلك وسط مخاوف متزايدة من ان تلجأ إسرائيل إلى توجيه ضربة مسبقة لإيران. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون أبلغ الزعماء الإسرائيليين أن واشنطن تشاركهم قلقهم من البرنامج النووي الإيراني لكنه شدد على ضرورة السماح للعقوبات بأن تؤتي تأثيرها. وقال كارني للصحفيين معلقاً على زيارة دونيلون لإسرائيل في بداية الأسبوع ورأي البيت الابيض في طموحات إيران النووية "نحن نتفهم قطعاً تزايد المخاوف لدى إسرائيل بالنظر الى موقعها الجغرافي والظروف الأخرى التي تهم إسرائيل في هذا الشأن." وأضاف قوله "فضلاً عن ذلك فإننا نعتقد أن النهج الذي اتبعته الحكومة الأميركية أدى إلى مستوى من التوافق داخل المجتمع الدولي فيما يتعلق بسلوك إيران لم يتحقق قط من قبل وأسفر عن مستوى من الإجراءات العقابية لم يتم التوصل إليها من قبل وكان لها أثر ملموس. ونحن نعتقد أنه يوجد وقت كاف ومجال لمحاولة علاج هذا الأمر بشكل سلمي." وتقول إيران أن برنامجها النووي سلمي لتوليد الطاقة لا لتطوير أسلحة. لكن قيام إيران بنقل عمليات تخصيب اليورانيوم الى موقع جبلي حصين ورفضها التفاوض بشأن ضمانات لسلمية برنامجها أثارا مخاوف أمنية خاصة في إسرائيل كما تصاعدت مخاوف بشأن إمدادات الخليج النفطية. وكان دونيلون أحدث مسؤول في سلسلة من المسؤولين الاميركيين الكبار الذين سافروا الى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة لنقل مخاوف الولاياتالمتحدة من أي هجوم على إيران. وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الاميركية الأسبوع الماضي أنه سيزور اسرائيل قريباً لمناقشة تبادل معلومات الإستخبارات. وأقر الجنرال مارتن ديمبسي رئيس الهيئة الأركان الاميركية المشتركة الذي سافر الى اسرائيل الشهر الماضي في مقابلة تلفزيونية في مطلع الأسبوع بوجود إختلاف في وجهة نظر البلدين الحليفين في أفضل خطة عمل بشأن إيران. وقال ديمبسي لشبكة "سي أن أن التلفزيونية "أنا على يقين أن زعماء اسرائيل يتفهمون مخاوفنا من أن ضربة في هذا الوقت سيكون لها أثر مزعزع للإستقرار ولن تحقق أهدافنا على المدى البعيد." وأضاف " أتفهم أيضاً أن اسرائيل لديها مصالح قومية متفردة. فهم بالطبع يعتبرون أن إيران تمثل خطراً على الوجود بطريقة ما بينما نحن لم نخلص الى أن إيران تمثل خطراً على الوجود." وتنامت التكهنات بأن اسرائيل قد تشن هجوماً على منشآت إيران النووية لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق تقدم على مسار إنتاج السلاح. لكن الجنرال رونالد بورجس رئيس وكالة مخابرات الدفاع الامريكية أبلغ الكونغرس الأسبوع الماضي أن وكالات المخابرات الأمريكية تعتقد أن اسرائيل لم تتخذ قراراً بشن هجوم. ويعتقد على نطاق واسع أن شن هجوم على إيران سيرفع أسعار النفط ويعرض الإقتصاد الأميركي للخطر بل وفرص إعادة انتخاب أوباما لفترة رئاسية ثانية. وقد يتعرض أوباما لضغوط ليساند إسرائيل في أي تحرك تتخذه. ويتهم مرشحو الرئاسة المحتملون من الحزب الجمهوري الرئيس الديمقراطي بأنه لين في التعامل مع طهران. وقال رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة في المقابلة مع "سي.أن.أن" إن توجيه ضربة عسكرية لإيران سيكون قراراً متعجلاً لأنه لم يثبت أن إيران ستستخدم فعلاً قدراتها النووية لتصنيع قنبلة ذرية. وصرح ديمبسي بأنه واثق من أن إسرائيل تعلم أن هذا هو موقف الولاياتالمتحدة لكنه لم يصل الى حد القول بأن الاميركيين أقنعوا الإسرائيليين بأنه من الافضل عدم مهاجمة إيران. و كرر كارني أن البيت الأبيض لم يستبعد من على الطاولة أي خيار بشأن حسم المواجهة لكنه لم يذكر تفاصيل الخيارات المطروحة للنقاش. وأعلن البيت الابيض أن الرئيس الاميركي سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الخامس من آذار(مارس) القادم. وسيقوم نتانياهو بزيارة واشنطن لإلقاء كلمة أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الإسرائيلية (أيباك) الذي سينعقد خلال الفترة من الرابع الى السادس من آذار(مارس).