أعلنت منظمة الأمن والتعاون الأحد أن مراقبيها تبلّغوا أن 169 جثة انتشلت من موقع تحطم الطائرة الماليزية وضعت في قطار مبرد في انتظار وصول الخبراء الدوليين. وقد أعطي هذا التأكيد الى مفتشي منظمة الامن والتعاون في محطة توريز للقطارات كما صرح الناطق باسمهم مايكل بوسيوركيف في مؤتمر صحافي عقده هاتفياً من موقع الحادث. وعندما سئل عن معلومات مفادها ان القطار انطلق الى دونيتسك المعقل الرئيسي للانفصاليين الموالين لروسيا، قال انه لا يعلم ما اذا كان غادر توريز. وقال رئيس الوزراء في جمهورية دونيتسك الشعبية الكسندر بوروداي، التي أعلنت عن نفسها في شرق أوكرانيا، إنه تم العثور على أشياء يعتقد أنهما الصندوقان الأسودان الخاصان بالطائرة الماليزية التي سقطت. وأضاف في مؤتمر صحافي اليوم "عثر على أشياء من المعتقد أنهما الصندوقان الأسودان ونقلا إلى دونيتسك وهما تحت سيطرتنا الآن". هذا وقال صحافي من وكالة "فرانس برس" الأحد إنه لم يعد هناك اي جثة في الموقع الرئيسي لمكان تحطم الطائرة الماليزية في المنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا شرق اوكرانيا. ويبدو ان المتمردين الذين كانوا يحرسون المكان غادروه بينما رفض رجال الانقاذ المحليون في الموقع الادلاء بأي تعليق. ولم يعد يشاهد أي عصي موضوعة في الحقول بمحاذاة الطريق كعلامات تشير الى الجثث. ومساء السبت اعلنت منظمة الامن والتعاون الاقتصادي انها احصت 55 كيسا للجثث و55 علامة تدل على الجثث او بقايا بشرية في هذا الموقع. وعلى جانبي الطريق يمكن مشاهدة نحو عشر نقالات يرجح ان تكون استخدمت لنقل الجثث. وقال أندري ليسينكو الناطق باسم مجلس الأمن الأوكراني اليوم الأحد إن انفصاليين موالين لروسيا يقاتلون في شرق أوكرانيا يبذلون قصارى جهدهم لاخفاء أدلة تفيد بأن صواريخ روسية أسقطت الطائرة الماليزية. وأضاف في مؤتمر صحافي "الإرهابيون يبذلون قصارى جهدهم لإخفاء أدلة ضلوع صواريخ روسية في اسقاط هذه الطائرة." وتابع أن الانفصاليين نقلوا حطاما وجثثا من مكان تحطم الطائرة في شاحنات وتلاعبوا في مكان يحتاج المحققون لتأمينه حتى تتاح لهم فرصة تحديد سبب سقوط الطائرة والجهة المسؤولة عن اسقاطها. وقال ليسينكو "الإرهابيون نقلوا 38 جثة إلى المستشفى الإقليمي (في دونيتسك). ولا نعلم إلى أين أخذوا بقية الجثث." وقال عاملون في هيئة السكك الحديدية اليوم الأحد إن عشرات الجثث نقلت من مكان تحطم الطائرة إلى عربات تبريد أثناء الليل في محطة ببلدة تقع على بعد 15 كيلومترا من المكان. وكانت وزارة الطوارئ في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا قالت في بيان في وقت سابق الأحد إنه "بحلول الساعة السابعة صباحاً، عثر على 196 جثة في منطقة شاختارسكي، حيث تحطمت الطائرة من طراز بوينغ 777"، مضيفة أن "غطاسين يشاركون في عمليات البحث". في سياق متصل، أعلن أحد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا في بيان أن المتمردين سيضمنون أمن محققين دوليين في موقع تحطم الطائرة الماليزية الذي يقع تحت سلطتهم في شرق أوكرانيا، إذا وافقت كييف على هدنة. وقال "نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك" الانفصالية المعلنة من جانب واحد اندريه بورغين: "سنضمن أمن خبراء دوليين في الموقع، اذا ابرمت كييف اتفاقا لوقف إطلاق النار"، مضيفاً "ندعو كييف الى ان توقع فورا مثل هذا الاتفاق مع جمهورية دونيتسك لفترة التحقيق في موقع الكارثة على الأقل". وربما لن يلقى هذا النداء أي تجاوب من قبل الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الذي دعا عدداً من القادة الغربيين الذين اتصل بهم أمس السبت الى اعتبار "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد في شرق البلاد "منظمتين إرهابيتين". وقال بوروشنكو في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء السبت "لا نرى فرقاً بين الأحداث في أوكرانيا وال 11 من أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة او كارثة لوكربي"، في إشارة الى انفجار طائرة ركاب أميركية كانت تقوم برحلة بين لندن ونيويورك في الجو في العام 1988، ما أدى الى مقتل 270 شخصا. وأضافت الرئاسة الأوكرانية "ننتظر رداً مشتركاً من العالم المتحضّر". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب السبت لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي عن قلق واشنطن "العميق" حيال عدم السماح لمراقبي "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" من الوصول الى موقع تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا التي يعتقد أنها أُسقطت بصاروخ أرض - جو فوق منطقة يسيطر عليها انفصاليون أوكرانيون موالون لموسكو. وأصدرت الخارجية الروسية في وقت سابق السبت بياناً حول هذا الاتصال، اكدت فيه ان الوزيرين اتفقا على ان تستخدم روسياوالولاياتالمتحدة نفوذهما للعمل على وقف أعمال العنف في أوكرانيا. واتفق وزيرا الخارجية ايضا، وفق البيان الروسي، على "ضرورة اجراء تحقيق دولي نزيه وشفاف ومستقل" لإلقاء الضوء على حادث تحطم الطائرة التجارية التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية في شرق أوكرانيا، بينما تتقاذف كييف والانفصاليون التهم حول المسوؤلية عن هذه المأساة.