على رغم أن طريق الجوف – حائل يمتد لأكثر من 370 كيلو متراً، إلا أنه يخلو من أي محطة وقود، وبالتالي بات من المألوف مشاهدة بعض عابري الطريق يحملون عبوات ويطلبون العون من المارة لملء خزانات الوقود الفارغة في سياراتهم. ويشهد الطريق حركة مرورية كثيفة خصوصاً أنه اختصر مسافة كبيرة على المتنقلين من منطقة حائل إلى شمال المملكة، وكذلك على من يريدون التوجه من بعض دول الخليج إلى بلاد الشام أو العكس من دون المرور بمحافظة حفر الباطن أو «الخط القديم» كما يسميه بعض المواطنين والمقيمين. وذكر ممدوح بن حجاج ل«الحياة»، أنه سافر قبل أشهر من مدينة دومة الجندل إلى مدينة الرياض عبر طريق الجوف – حائل، لكنه فوجئ بعدما قطع أكثر من نصف الطريق بعدم وجود محطة وقود ما أدى إلى نفاد الوقود في سيارته، مشيراً إلى أنه اتصل بدوريات أمن الطرق وأخبرهم أنه على بعد 290 كيلو متراً من مدينة دومة الجندل، فطلبوا منه الاتصال بمحطة وقود عند مدخل مدينة حائل لترسل له حاجته من الوقود. ولفت إلى أنه لن يعبر هذا الطريق مرة أخرى، حتى توفر الجهات المعنية خدمات متكاملة على الطريق. أما المعلم فارس الرمالي من أهالي مركز الرديفة المجاور للطريق، فأشار إلى أنه يضطر إلى قطع مسافة طويلة على هذا الطريق يومياً للوصول إلى مدرسته، وكثيراً ما يشاهد سيارات نفد منها الوقود متوقفة إلى جانب الطريق ويحاول سائقوها استجداء المارة لمنحه وقوداً كي يستطيع الوصول إلى مدينة حائل. وتابع: «لا يوجد مركز خدمات أو محال تجارية أو مطاعم أو جهات مسؤولة لإسعاف المتعطلين على الطريق الذي يسلكه كثيرون لا يعلم بعضهم بنقص الخدمات عليه». وأشار أبو محمد القادم من العاصمة الأردنية، إلى أنه انقطع في الطريق ذاته لعدم معرفته بعدم وجود محطات وقود عليه، كونه طريقاً دولياً ويسلكه عدد كبير من المسافرين، مشيراً إلى أنه سيسلك طريق حفر الباطن في المرة المقبلة التي يسافر فيها لأن الخدمات كافة متوافرة عليه. وتحدث زياد عيد الشنوان من مركز الرديفة عن خطورة ما يفعله بعض المسافرين من ملء عبوات احتياطية بالوقود ووضعها في سياراتهم تحسباً لانقطاعهم على الطريق، لافتاً إلى أن الوقود سريع الاشتعال ويمكن أن يتسبب بكارثة للمسافرين، داعياً إدارة الطرق إلى وضع سياج حديد للطريق وتوضيح أماكن المخارج، إذ لا توجد علامات إرشادية عند الجسور. من جهته، أوضح أمين منطقة الجوف المهندس محمد الناصر ل»الحياة»، أن مناقصة طرحت لإنشاء محطات وقود في ثلاثة مواقع منذ بداية إنشاء الطريق، وعندما بنا أحد المستثمرين محطة بين حدود منطقتي الجوف وحائل اتضح أن المحطة تقع في حدود منطقة حائل، فجرت مخاطبات مع «أمانة حائل» لحل هذا الإشكال، وأثناء ذلك جرى إزالة المحطة بحجة أنها تعد على أرض تابعة لمنطقة حائل. وأضاف أن أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر وجه بتعويض المستثمر وحل الإشكال، عبر إنشاء موقع جديد على 75 كيلو متراً غرب محافظة دومة الجندل وإمهال المستثمرين الباقين 3 أشهر لانجاز المحطات، إضافة إلى حل مشكلات السياج الحديد ووضع علامات إرشادية قرب الجسور.