دعت روسيا أمس إلى «وقف عاجل» لإطلاق النار في مدينة حمص، وحضّت كلاً من الحكومة و»الجماعات المسلحة» على التعاون مع جهود الإغاثة الإنسانية التي يبذلها مبعوث للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. يأتي ذلك فيما اعلن نائب روسي التقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أن الرئيس السوري «ليس مستعداً للاستقالة ويعتبر انه يحظى بتأييد واسع في سورية». وأبدت وزارة الخارجية الروسية «قلقاً بالغاً» تجاه أعمال العنف في حمص وفي مدن سورية أخرى، وقالت إن العنف يجب أن يتوقف ولكنها أصرت على موقف موسكو الذي يحمل كلا الجانبين مسؤولية إراقة الدماء ولا يلقي باللائمة على الرئيس السوري وحده. وقالت روسيا أيضاً إن الإغاثة الإنسانية يجب ألا تؤدي إلى تدخل عسكري تعارضه، وأكدت من جديد انتقاداتها لاجتماع «أصدقاء سورية» الذي تقول موسكو إنه لا يمثل كل الأطراف في سورية. ودعا بيان الخارجية الروسية إلى وقف فوري لكل أشكال العنف ولكنه كرر دعوات روسيا للعرب والغرب للضغط على معارضي النظام لوقف القتال. وقال البيان «ندعو الحكومة السورية والجماعات المسلحة وأيضاً الذين يمكنهم التأثير عليهم أن يتخذوا على الفور كل الخطوات الضرورية لتجنب تدهور أكبر للأوضاع الإنسانية والعمل لتحسينها». إلى ذلك قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) اليكسي بوشكوف في مؤتمر صحافي في موسكو إن الرئيس السوري «ليس مستعداً للاستقالة»، ويعتبر انه يحظى بتأييد واسع في سورية. وقال المسؤول الروسي:»التقيت الأسد ولم يتكون لدي انطباع انه رجل مستعد لمغادرة السلطة قريباً». وأضاف بوشكوف الذي زار سورية من 19 إلى 22 شباط (فبراير): «هناك حركة احتجاج لكنها غير كافية لحمل الرئيس على الشعور بأن كل شيء ينهار تحت قدميه وأنه مضطر إلى الاستقالة». واعتبر البرلماني الروسي أن الأسد يحظى بتأييد واسع في دمشق. وتابع «يمكننا أن نشعر بالتوتر السائد، لكن لا يبدو أن المدينة على شفير حرب أهلية. مع الأسف هناك تظاهرات وضحايا، لكن المتاجر مفتوحة ... الحياة اليومية تبدو طبيعية». وكرر بوشكوف انتقاده للتعاطي الغربي مع الأزمة السورية، موضحاً:»الإشارات هي: واصلوا القتال.. سندعمكم... وبالتالي قتلى وجرحى في حمص - المسؤولية لا تقع على عاتق الأسد وحده وإنما أيضاً على القوى الغربية والحكومات العربية».