وجّه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضربة موجعة للنظام أمس بسيطرته على حقل مهم للغاز بريف محافظة حمص وقتله أو أسره عشرات، وربما مئات، من الجنود والموظفين. وتزامنت الضربة مع تحقيق «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى تقدماً ميدانياً حول مدينة المليحة في الغوطة الشرقية، ما يؤشر إلى إمكان نجاح المعارضين في فك الحصار عن مئات مع رفاقهم المحاصرين في هذه المنطقة شرق دمشق. (للمزيد) وأتت هاتان النكستان للنظام غداة خطاب القسم للرئيس بشار الأسد الذي تعهد فيه بإنقاذ بلاده من «الإرهابيين» ودعوته المعارضين إلى إلقاء السلاح. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الدولة الإسلامية» شنت ليلة الأربعاء - الخميس هجوماً من محاور عدة على حقل شاعر للغاز قرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وتمكنت من السيطرة عليه بعد قتلها «ما لا يقل عن 23 من أفراد قوات حماية الحقل» في حين أن «حوالى 340 آخرين من قوات النظام وحراس الحقل وقوات الدفاع الوطني وعمال ومهندسين في الحقل سقطوا بين أسير ومختطف وجريح وقتيل». وأكد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة «فرانس برس» سيطرة مسلحين على «محطة للغاز» في المنطقة التي تعرف باسم جبل الشاعر، مشيراً إلى أن القوات النظامية تشن عملية عسكرية مدعومة بالطيران لاستعادة السيطرة عليها. وقال «أبو بلال» وهو ناشط إعلامي مقرب من «الدولة الإسلامية» في حمص ل «فرانس برس» عبر الإنترنت إن 15 عنصراً من هذا التنظيم قتلوا في الهجوم الذي «بدأ بعملية انتحارية، تلتها السيطرة على ثمانية حواجز عسكرية، قبل السيطرة على الحقل»، متحدثاً عن «عشرات القتلى» في صفوف النظام. وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و «حزب الله» اللبناني، من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة»، من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها وسط تقدم للكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» في محاولة لفك الحصار عن مئات المقاتلين المحاصرين داخل البلدة منذ أيام». ونشرت مواقع معارضة على شبكة الإنترنت تقارير مصورة عن حشود من فصائل الثوار تتجه إلى المليحة لفك الحصار عنها. وفي محافظة دير الزور، أعلن «المرصد» أن «الدولة الإسلامية نفّذت حملة اعتقالات في الأحياء التي سيطرت عليها في مدينة دير الزور»، موضحاً أنها «طاولت 4 من قادة الكتائب المقاتلة والإسلامية، وحوالى 11 مقاتلاً كانوا متوارين في بعض المنازل في هذه الأحياء». في غضون ذلك، قال مسؤولون أكراد أمس إن الأكراد السوريين فرضوا الخدمة العسكرية الإلزامية على الرجال في إطار سعيهم لصد هجوم مقاتلي «الدولة الإسلامية» على مناطق تسكنها غالبية كردية في شمال سورية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وقسموها إلى ثلاثة أقاليم هي: عفرين وكوباني والجزيرة. لكن مقاتلي «الدولة الإسلامية» شنوا هذا الشهر هجوماً ضخماً على إقليم كوباني الذي يُعرف أيضاً بالعربية ب «عين العرب»، وتمكنوا من السيطرة على العديد من قراه وبلداته، ما دفع بمئات الأكراد إلى القدوم من تركيا لمساعدة أقرانهم في الدفاع عن كوباني. وقال الصحافي الكردي بارزان إيسو ومقره كوباني: «الدولة الإسلامية تعزز مواقعها حولنا وهناك اشتباكات. إنهم يقصفوننا بالدبابات». وقال جوان محمد الناطق باسم الإدارة المحلية الكردية في مدينة القامشلي إن إقليم الجزيرة وهو أكبر الأقاليم الكردية الثلاثة مساحة وسكاناً فرض قانون التجنيد الإلزامي هذا الأسبوع. ويفرض القانون الذي تبناه البرلمان المحلي لإقليم الجزيرة على كل الذكور البالغين أن يخدموا في «الدفاع الذاتي» لمدة ستة شهور. وأكد الصحافي إيسو والناشط الكردي مصطفى أوسو أن هذا القانون دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع بعد نشره في الجريدة الرسمية (للإقليم الكردي). وفي نيويورك، استقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد ظهر أمس موفده إلى سورية ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي عزالدين رمزي في إطار المشاورات التي يجريها الأخيران مع ديبلوماسيي مجلس الأمن قبل بدء مهمتهما في سورية. ومن المقرر أن يقدم دي ميستورا إحاطة لمجلس الأمن اليوم عن مهمته في سورية خلفاً للوسيط السابق الأخضر الإبراهيمي.