أحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيطرته على مصادر الدخل المتأتية من صناعة النفط في محافظة دير الزور شرق سورية، بعدما تسلّم عدداً من الآبار من عشائر محلية كانت تديرها. لكن هجوماً كبيراً يشنه التنظيم في ريف حلب استدعى، على ما يبدو، دخول نوع ثالث من «المقاتلين الأجانب» على خط النزاع السوري، بعد «الجهاديين» السنّة في صف المعارضة وأقرانهم الشيعة في صف النظام. (للمزيد) وأفيد أمس أن قرابة 900 مقاتل كردي تدفقوا في الأيام الماضية على سورية من تركياوالعراق لمساندة الأكراد السوريين في تصديهم لزحف «داعش» على مدينة عين العرب (كوباني) وهي ثالث أكبر المدن الكردية في سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه سمع صباح أمس إطلاق نار في الهواء ابتهاجاً بوصول 100 مقاتل كردي جديد إلى عين العرب لصد هجوم «داعش». وبدخول الأكراد غير السوريين على خط النزاع يرتفع إلى ثلاثة عدد أصناف المقاتلين الأجانب الذين يحاربون في سورية: جهاديون سنّة من أنحاء العالم يقاتلون في صفوف المعارضة، ومقاتلون شيعة خصوصاً من «حزب الله» اللبناني وجماعات شيعية عراقية يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، ويُضاف إليهم مقاتلون أكراد ينتمون خصوصاً إلى جماعة «حزب العمال الكردستاني» الذي يملك قواعد في شمال العراق لكن مقاتليه ينتمون خصوصاً إلى الجزء الكردي من تركيا. وذكر «المرصد» السوري في تقرير من ريف محافظة حلب: «لا تزال الاحتفالات مستمرة في مدينة عين العرب (كوباني) منذ فجر اليوم (أمس) وحتى هذه اللحظة، حيث يجوب المواطنون في شوارع كوباني محتفلين بدخول أكثر من 100 مقاتل من كرد تركيا، برفقة عشرات المدنيين من الكرد الذين يقطنون مناطق كردية في تركيا، والذي أتوا لزيارة مدينة كوباني والتضامن معها، ولينضم ال 100 مقاتل إلى 800 مقاتل آخر كانوا سبقوهم في الانضمام لوحدات حماية الشعب الكردي، لصد الهجوم المرتقب من قبل عناصر الدولة الإسلامية على مدينة عين العرب وقراها». وفي محافظة درعا بجنوب سورية، أفيد مساء أمس أن «الكتائب والألوية المقاتلة والكتائب والألوية الإسلامية سيطرت على سرية النقل التابعة للواء 61 بمنطقة الشيخ سعد في الريف الغربي لدرعا، ومعلومات عن السيطرة على الكتيبة 26 مشاة التابعة للواء 61»، بحسب تقرير ل «المرصد». في غضون ذلك، أعلن «المرصد» أن قوات النظام قصفت ليلة الإثنين- الثلثاء مناطق في مدينة دير الزور التي دخلتها قوات «الدولة الإسلامية» (داعش) بعد انسحاب مقاتلي «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» من مقارها في المدينة أول من أمس، لتصبح دير الزور ثاني مركز محافظة يسقط في أيدي «الدولة» بعد مدينة الرقة. وأشار «المرصد» أمس إلى أن «الدولة الإسلامية سيطرت على عدة آبار نفطية في بادية سويدان جزيرة التابعة لحقل العمر النفطي والتي كان يسيطر عليها مسلحون عشائريون إثر تسليمهم الآبار للدولة الإسلامية، بينما رفضت إحدى العائلات تسليم البئر الذي تسيطر عليه في المنطقة (ذاتها)». ويؤدي الرئيس بشار الأسد اليوم اليمين الدستورية في مستهل ولايته الرئاسية الجديدة التي تستمر سبع سنوات، ويُتوقع أن يلقي خطاباً يُحدد فيه «الخطوط» العريضة لسياسة حكمه في المرحلة المقبلة. ورجّح محللون أنه سيحاول تقديم نفسه بصفة «المنتصر» على خصومه الذين يحاولون منذ أكثر من ثلاث سنوات إطاحته، وسيسعى مجدداً إلى إظهار نظامه بوصفه الجهة القادرة على التصدي للجماعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم «الدولة الإسلامية».