شهدت جبهات القتال في مختلف المناطق السورية سخونة ملحوظة أمس، غداة أداء الرئيس بشار الأسد اليمين الدستورية رئيساً لولاية جديدة من سبع سنوات وتعهده مواصلة نظامه الحرب ضد من يصفهم ب «الإرهابيين». وأفيد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيطر أمس على حقل للغاز في ريف محافظة حمص الشرقي (وسط) البلاد بعد اشتباكات دموية مع قوات النظام التي خسرت ما لا يقل عن 23 جندياً، في حين حققت «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى تقدماً قرب بلدة المليحة في الغوطة الشرقية في إطار محاولة لفك الحصار عن مئات المقاتلين المحاصرين في هذه البلدة التي يحاول النظام بمساعدة مقاتلين شيعة من «حزب الله» والعراق السيطرة عليها منذ شهور، ولكن من دون جدوى. وفي محافظة إدلب بشمال غربي سورية، ذكر «المرصد» أنه «ارتفع إلى 8 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة الذين استشهدوا في اشتباكات مع قوات النظام يوم (أول من) أمس في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف، في حين قصف الطيران الحربي بعد منتصف ليلة الأربعاء - الخميس مناطق في بلدة سراقب... كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة محيط معسكر الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان». وفي المقابل، أعلن «المرصد» أن «جبهة النصرة سيطرت على قرية الزنبقي الواقعة بريف جسر الشغور إثر اشتباكات مع لواء مقاتل تابع لجبهة مقاتلة، وتمكنت «النصرة» من السيطرة على مقار اللواء المقاتل وأسلحته كافة. بذلك تكون الجبهة قد سيطرت على غالبية قرى وبلدات ريف جسر الشغور». وشهدت محافظة حماة بوسط سورية واحدة من أشد المعارك ضراوة أمس، إذ أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، من جهة أخرى، على الجهتين الجنوبيةوالشرقية لبلدة مورك بريف حماة الشمالي، وسط تنفيذ الطيران الحربي 10 غارات جوية منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في البلدة». ولفت «المرصد» إلى أن المواجهات والغارات جاءت بعد يوم من مقتل 11 من مقاتلي الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام في محيط مورك في حين «قُتل ملازم أول من قوات النظام وثلاثة عناصر من «حزب الله» اللبناني أحدهم قائد فصيل» في المواجهات ذاتها. وأضاف أن الكتائب الإسلامية استهدفت صباح أمس بقذائف الهاون حاجز المداجن على أطراف بلدة طيبة الإمام، فيما نفذ الطيران الحربي صباحاً غارات عدة على مناطق في ناحية عقيربات وبلدات وقرى القسطل والخضيرة وحمادة عمر ووردت «معلومات عن استشهاد 3 مواطنين وسقوط جرحى». وبالتزامن مع ذلك، لفت «المرصد» إلى أن اشتباكات عنيفة دارت ليلة أول من أمس بين قوات النظام ومقاتلي «الدولة الإسلامية» في محيط حقل شاعر للغاز الذي تسيطر عليه قوات النظام قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي. وأردف أن «الدولة الإسلامية» حسمت المعركة لمصلحتها وسيطرت على حقل الغاز وقتلت ما لا يقل عن 23 من أفراد قوات حماية الحقل، في حين أن «حوالى 340 آخرين من قوات النظام وحراس الحقل وقوات الدفاع الوطني وعمال ومهندسين في الحقل سقطوا بين أسير ومختطف وجريح وقتيل»، لافتاً إلى أن مقاتلي «الدولة» شنوا هجومهم «من اتجاهات عدة». وأكد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة «فرانس برس» سيطرة مسلحين على «محطة للغاز» في المنطقة التي تعرف باسم جبل الشاعر، مشيراً إلى أن القوات النظامية تشن عملية عسكرية لاستعادة السيطرة عليها. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»: «سيطرت الدولة الإسلامية على حقل شاعر للغاز الواقع إلى الشرق من مدينة تدمر وسط سورية»، مشيراً إلى أن الهجوم «أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصاً من عناصر حماية الحقل وقوات النظام»، وقال إن «مصير 340 شخصاً من قوات الدفاع الوطني والقوات النظامية والعاملين في الحقل لا يزال مجهولاً»، في حين «تمكن 30 شخصاً من الفرار إلى حقل قريب». وقال ناشط إعلامي مقرب من «الدولة الإسلامية» في حمص ل «فرانس برس» عبر الإنترنت إن 15 عنصراً من التنظيم الجهادي قتلوا في العملية. وتابع الناشط الذي يقدم نفسه باسم «أبو بلال» إن الهجوم «بدأ بعملية انتحارية، تلتها السيطرة على ثمانية حواجز عسكرية، قبل السيطرة على الحقل»، متحدثاً عن «عشرات القتلى» في صفوف النظام. وأكد محافظ حمص في اتصال مع «فرانس برس» أن «مسلحين سيطروا على محطة للغاز في جبل الشاعر» في الريف الشرقي لمحافظة حمص، مؤكداً «فقدان الاتصال بثلاثة تقنيين كانوا يعملون في المحطة». وأوضح أن مجموعات مسلحة «كانت تسيطر على بعض الآبار الموجودة في المنطقة، وقامت بتوسيع سيطرتها وصولاً إلى المحطة». وزاد البرازي أن «الجيش (النظامي) يعالج الموضوع، والعمل مستمر لاسترجاعها وثمة عمل عسكري على الأرض»، متحدثاً عن «اشتباكات في المنطقة وضربات جوية» من سلاح الطيران التابع للقوات النظامية. ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على كامل حقول النفط في محافظة دير الزور في شرق سورية على الحدود مع العراق. ووسع التنظيم الجهادي الذي أعلن قبل أكثر من أسبوعين إقامة «الخلافة الإسلامية» وتسمية زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين»، من هجماته في سورية، تزامناً مع الهجوم الكاسح الذي يشنه منذ أكثر من شهر في العراق، والذي سيطر خلاله على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها. وفي محافظة ريف دمشق، ذكر «المرصد» أن «الطيران الحربي نفّذ غارتين على مناطق في بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى أضرار مادية... وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها وسط تقدم للكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» في محاولة لفك الحصار عن مئات المقاتلين المحاصرين داخل البلدة منذ أيام عدة ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي ريف دمشق أيضاً، قصفت قوات النظام صباحاً مناطق في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية بعد ساعات من غارة شنتها مروحيات ليلاً على المدينة، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته، في حين «قُتل مقاتل من جيش الإسلام في اشتباكات مع الدولة الإسلامية في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية». وفي محافظة دمشق نفسها، أفيد عن سقوط قذائف هاون على حيي القصاع وباب توما في العاصمة السورية. وفي محافظة دير الزور، أعلن «المرصد» أن «الدولة الإسلامية نفّذت حملة اعتقالات في الأحياء التي سيطرت عليها في مدينة دير الزور»، موضحاً أنها «طاولت 4 من قادة الكتائب المقاتلة والإسلامية، وحوالى 11 مقاتلاً كانوا متوارين في بعض المنازل في هذه الأحياء». وأضاف: «اعتقل تنظيم الدولة الإسلامية خمسة مدنيين من أبناء بلدة الطيانة نتيجة مطالبته بإعادة تسليم ثلاث آبار نفط للمجلس المحلي للبلدة والتي قام تنظيم الدولة الإسلامية بالسيطرة عليها منذ أيام». ولفت إلى أن «المجلس المحلي لبلدة الطيانة كان يسيطر على ثلاث آبار نفط في بادية البلدة ويقوم بتوزيع عائداتها على العائلات من البلدة ويغطي بها كذلك نفقات الخدمات في البلدة». ولفت «المرصد» أيضاً إلى «استشهاد طبيبة إثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تستقلها على طريق حقل التيم النفطي، وخرجت تظاهرة في بلدة القورية طالبت بعدم تسليم كتائب البلدة أسلحتهم لتنظيم الدولة الإسلامية والاستمرار في القتال ضده». وجاءت التظاهرة بعد يوم من اجتماع شرعيين وعسكريين من «الدولة الإسلامية» مع قادة «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية في بلدة القورية، وانتهى الاجتماع إلى تقرير تسليم سلاح «النصرة» في القورية ل «الدولة». وفي محافظة حلب، دارت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين الكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف، وقوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في منطقة السويقة ومحيط الجامع الأموي بحلب القديمة، ما أدى إلى مقتل 5 عناصر من قوات النظام، وفق ما ذكر «المرصد» الذي أعلن أيضاً انتشال «جثمان طفل استشهد نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بستان القصر منذ حوالى ثلاثة أيام». وفي درعا، ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مدينة نوى وبرميلين آخرين على بلدة جاسم، بينما قُتل رجل وطفل من مدينة بصرى الشام إثر سقوط صاروخ ليلة أول من أمس على الحي الغربي من المدينة. وفي محافظة القنيطرة، دارت «اشتباكات عنيفة بين «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في محيط بلدة الصمدانية الشرقية ومحور تل الكروم بريف القنيطرة الأوسط».