لو قال قائل: هل يُنظّم دوريكم مؤتمرات صحافية للمدربين قبل وبعد المباريات؟ لكانت الإجابة ب«نعم»، وتتم بصورة منتظمة، ويحضرها المدير الفني لكل فريق من فرق دوري زين. لكن مثل هذه المؤتمرات الصحافية لا يمكن أن تنظم إلاّ في وجود مراسلي الصحف الورقية والإلكترونية ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية، وعند ذلك يحق لنا أن نقول أننا في انتظار مؤتمر صحافي. أمّا ما يعقد بعد كل مباراة مما نطلق عليه مؤتمرات صحافية، فإنني لا ألوم القناة الرياضية الناقلة، وهي تمتنع عن إظهار القاعة المنعقد فيها المؤتمر، فلو تجولت الكاميرا داخل القاعة، لما لمنا المدربين لو اعتذروا عن الحضور. ولعل الملاحظ أن عدد الذين يحضرون المؤتمرات الصحافية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وفي مرات كثيرة قد لا يصل العدد إلى «اثنين»، ولا تسألوا عن كيفية حضورهم إلى المؤتمر. يقول لي أحد الزملاء المنسقين للمؤتمرات الصحافية، أنه يتحول بعد المباريات إلى باحث عن الصحافيين، لدرجة أن «يطيح عليهم» ويصل به الحال في أحيان كثيرة إلى استغلال علاقته الطيبة بكثير منهم من باب «الميانة»، لحضور المؤتمر الصحافي لمدربي الفريقين. لنترك كل ذلك جانباً، على رغم من أهمية حضور المؤتمرات الصحافية لكل صحافي، كونها تساهم في صقل قدرات الصحافي، وتنمي الحس المهني لديه، وتمنحه فرصة التعرف والاطلاع على الأمور الفنية، والخوض مستقبلاً في تفاصيلها. إلاّ أن ما يلاحظ على بعض الزملاء أنهم لا يفرقون بين سؤال قد يطرحونه على أصدقائهم، وبين سؤال يوجهونه لمدرب كرة قدم، حيث تفتقد الرؤية الفنية في الأسئلة الموجهة للمدرب، فيصوّر لك الأمر وكأنك أمام محاكمة لمدرب، وليس مؤتمراً صحافياً. ثم إن بعض الأسئلة من طولها وعدم وضوحها تحتاج إلى وقت طويل، يمنح السائل فرصته الكاملة في طرح سؤاله وتوضيحه، ومن ثم توضيحه مرة أخرى، وبعد ذلك يحوّل إلى شخص آخر لاختصاره وإعادة طرحه للمدرب في صيغته النهائية. بل إنني لاحظت واستمعت إلى بعض الأسئلة التي يطرحها عدد من الزملاء التي تدخل في صلب عمل المدرب مثل التبديل الذي أجراه، واللاعب الذي لم يشركه، لماذا لم يشركه في المباراة؟ وغير ذلك مما يمكن وصفه بالتدخل في عمل المدرب. وكان نتيجة ذلك أن مدرب النصر ماتورانا، ومدرب الاتحاد المقال السلوفيني كيك، اعترضا على بعض الأسئلة ورفضا الإجابة عليها في بعض مؤتمراتهما الصحافية، وهذا من حقهما طالما أن المدرب لم يجد في الأسئلة ما يجعله يتفاعل معها. وللخروج من هذه الأزمة، فإنني أقترح على هيئة دوري المحترفين بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام لإلزام الأقسام الرياضية في الصحف والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء بتعيين مراسلين لتغطية المؤتمرات الصحافية، ومن الأفضل أن يكون لديهم خلفية فنية. إذا سرنا في هذا الاتجاه، فإن فائدة كبيرة سنجنيها من آراء المدربين الكبار الذين يشرفون على تدريبات فرقنا المحلية، سواء نحن الإعلاميون، أو اللاعبون، أو مسؤولو الأندية، وحتى لا يأتي يوم ونطلب فيه كشف الحضور..! [email protected]