كان مدرب الهلال، دول ينتظر الأسئلة المنطقية ذات المعاني الشاملة، وهو يحضر المؤتمر الصحافي عقب مباراة فريقه أول من أمس امام الاتحاد، لكنه فجأة أظهر غضبه من مستوى الأسئلة التي اعتبرها في ما يظهر بأنها ليست أسئلة فنية او حتى إدارية، بل قد تكون في نظره مجرد تحقيق يخضع له هذا المدرب، والحقيقة ان المدرب الهلالي كان غضبه مبرراً كونه يُضيع وقتاً طويلاً للتصدي للأسئلة المتلاحقة عن شؤون عمله وطريقة تدريبه. ويقول المدرب دول: «في كل مؤتمر أحضره يتكرر السؤال عن اللاعب إيمانا! ايضاً لماذا أشركت اللاعب فلان وأبقيت علان في الاحتياط»، وكأن المدرب الهلالي يصف الأسئلة التي توجه إليه هي مجرد أسئلة سطحية، فعلى رغم أن الصحافيين الذين يوجهون الأسئلة هم مجرد مراسلين قد يفتقد البعض منهم خبرة إدارة الحوار او كيفية توجيه الأسئلة، وهذا بالطبع ليس عيباً لأن الحاضرين قد يكون من بينهم سنة اولى صحافة ان جاز الحكم، والغريب بأن الجميع من الصحافيين أو المراسلين يذكر اسمه واسم مؤسسته الإعلامية، حتى هذا يحدث في بعض المقابلات الصحافية التلفزيونية، إذ لابد أن يثيرك سؤال ما أسلوب الطرح وتمر هذه الأسئلة من دون أن تثير أحداً ويتم علاجها. وأقول بأن هذا ليس عيباً، لأن مسألة التعلم تحتاج الى وقت ومن ثم ممارسة وثم لتصحيح، أي أن أي زميل إعلامي قد يقع في الخطأ او عدم تدارك سلامة السؤال المفترض، كما ان غضب المدرب الهلالي ليس هو الغضبان الوحيد فقد سبقه مدربين آخرين، لعلي أذكر منهم المدرب البلجيكي ديمتري (مدرب الاتحاد الأسبق)، والذي غضب مرة على سطحية سؤال وجه إليه. ويبدو بأن المدرب الذي يتلقى الأسئلة من المراسلين، يعتقد بأن مثل هذا السؤال هو من مدرب سبقه خبرة وإنجازات، عندما يبدأ بسؤاله ب «لماذا وكيف؟» ويمكن استبدال السؤال بطريقة توحي بالانتقاد، لكنها تحترم تاريخ هذا المدرب، مثل في الدقيقة كذا قمت باستبدال اللاعب الأول بالثاني، هل يمكن شرح الطريقة التي كنت تنوي القيام بها، وهنا يطلب المراسل الاستفادة من الناحية الفنية وفي الوقت نفسه يجيب المدرب بكل أريحية عن الانتقاد المبطن الذي وجهه المراسل. وفي المؤتمرات الصحافية التي تقام بعد المباريات، يمكن لأي زميل بداية الأمر ان يختار سؤالاً يستشير فيه أصحاب الخبرة في مؤسسته الإعلامية شريطة بألا يتعلق بإصرار على طرح السؤال فقد يسبقه أي زميل آخر، فالمقصود هو السؤال وليس حضور السائل، وهو ما يجعل الكثير من الأسئلة تثير المتابع والمدرب على حد سواء. فهناك إشكال ما زال مستمراً في موضوع المؤتمرات الصحافية التي تتحول احياناً الى لغة تصادمية، من دون الخروج منها بنتائج ايجابية والسبب ان الحاضرين كافة يريدون الظهور في المؤتمر الصحافي على حساب المهنية والقيمة الفنية التي تحفظ للمدرب أو الإداري أو اللاعب القيمة التي ينتظرها منا كصحافيين أو مراسلين ميدانيين. [email protected]