تل أبيب, إسرائيل, 02 شباط-فبراير (يو بي أي) -- ركز مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى في خطاباتهم أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي المنعقد في شمال تل أبيب اليوم الخميس على مواجهة البرنامج النووي الإيراني وقال وزير الدفاع ايهود باراك إن ضرب إيران في المستقبل قد يصبح متأخرا فيما قال وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون إن إيران تطور صاروخا بمدى 10 آلاف كيلومتر. من جانبه رأى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق دان حالوتس أن إيران نووية لا تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل، وقال وزير الخارجية الفرنسي ألن جوبيه إن منع حصول إيران على قنبلة نووية يستدعي إعادة إيران إلى المفاوضات مع المجتمع الدولي عبر تشديد العقوبات الاقتصادية عليها وحذر من عواقب مهاجمة إيران. وقال باراك إن "البرنامج النووي الإيراني يتقدم باستمرار نحو النضوج ويوشك على دخول حيز الحصانة الذي سيتمكن النظام بعده من العمل على إنهاء البرنامج دون عائق فعال وبتوقيت مريح". واعتبر أنه "خلافا للماضي فإنه يوجد تفهم أنه في حال لم تحقق العقوبات النتائج المرجوة والمتمثلة بوقف البرنامج العسكري فإنه سيتم طرح الحاجة لدراسة شن عملية (عسكرية ضد إيران)". وتابع أن "محللين كثر يقدرون أن نتائج الانتظار بدون عمل سيؤدي بالضرورة إلى إيران نووية وستكون المواجهة معها معقدة وعبر سفك الدماء، ومن يدعو إلى العمل بهذا الخصوص قد يجد أن الوقت بات متأخرا" داعيا إلى "إبقاء كافة الخيارات على الطاولة" في إشارة إلى الخيار العسكري. من جانبه قال يعلون إن "إيران حاولت تطوير صاروخ بمدى 10 آلاف كيلو متر وهذا ليس ضد إسرائيل وإنما ضد الغرب" في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف أن انفجارا وقع في قاعدة عسكرية إيرانية مؤخرا استهدف عرقلة تطوير صاروخ كهذا، لكنه لم يشر إلى مصدر معلوماته. وتابع يعلون، وهو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، أنه بالإمكان تدمير المنشآت النووية الإيرانية من خلال هجوم عسكري وأنه "من خبرتي العسكرية فإن أية منشأة يحميها إنسان بإمكان إنسان آخر أن يخترقها". واعتبر أن "التحدي الإيراني ضدنا هو تحد ضد الثقافة الغربية" وأنه "يحظر على نظام غير تقليدي إلى هذه الدرجة أن تكون بحوزته قدرات غير تقليدية... وسيناريو امتلاك إيران سلاحا نوويا هو كابوس للعالم الغربي والدول العربية". من جانبه قال حالوتس إن "إيران نووية تشكل تهديدا خطيرا، لكن ليس وجوديا، واستخدام تعابير كهذه هو أمر مضلل، وإذا كانت الغاية من ذلك توجيه رسالة بشن هجوم ضد إيران فإن هذا خطأ". وأضاف حالوتس أن "خيار ممارسة القوة هو مخرج أخير وينبغي تنفيذه فقط في حال عدم وجود خيار وأن ينفذه آخرون" وليس إسرائيل "لكن في حال اضطررنا لشن هجوم فإنه يتعين علينا تنفيذ ذلك بشكل يفوق توقعات الطرف الآخر بكثير". ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن جوبيه قوله أمام مؤتمر هرتسيليا إن الطريقة الوحيدة لوقف مخططات إيران في الحصول على قنبلة نووية هي جلب طهران إلى طاولة المفاوضات مع المجتمع الدولي بواسطة تشديد العقوبات ضدها". وحذر الوزير الفرنسي من عواقب عملية عسكرية ضد إيران وأنه لا توجد إمكانية لتوقع نتائج عملية كهذه، مشددا على أن العقوبات أثمرت عن نتائج وأنه توجد الآن خلافات داخل الحكم في إيران حول الموضوع النووي. يشار إلى أن أعمال مؤتمر هرتسيليا السنوي ال12 "لميزان المناعة والأمن القومي" بدأت مساء الثلاثاء واختتمت مساء اليوم وعُقدت تحت عنوان "في عين العاصفة: إسرائيل والشرق الأوسط". وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء أفيف كوخافي في جلسة سابقة في المؤتمر اليوم إن بحوزة إيران مواد لصنع 4 قنابل نووية وأنه يوجد بحوزة إيران وسورية وحزب الله 200 ألف صاروخ موجهة نحو إسرائيل وتهددها وتغطي أراضيها.