تل أبيب - يو بي أي - قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه سوية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخططان لشن هجوم عسكري ضد إيران لا تمت للواقع بصلة، وشدد على أنه في حال نشوب حرب فإنه لن يصاب عدد كبير من الإسرائيليين. وقال باراك للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "السيناريو الذي يتحدث عن جلوس شخصين (أي هو ونتنياهو) في غرفة مغلقة لا يمت للواقع بصلة". وأضاف أن السجال العام الجاري في إسرائيل حول هجوم محتمل ضد إيران "أدى إلى حملة تخويف مبالغ فيها ولا حاجة لها" بين الجمهور الإسرائيلي وأنه ينبغي إجراء حساب للذات حول ما إذا كان هذا "سجالا عميقا أم ضحلا". وأردف أنه "في حال اضطرت إسرائيل إلى الدخول في حرب فإنه لا أساس للحديث عن أنه سيقتل عدد كبير من الأشخاص في إسرائيل، وإذا دخل السكان إلى الغرف الآمنة فإنه لن يقتل حتى 500 شخص" وأنه "لا يوجد خطر حقيقي على وجود إسرائيل". ويذكر أن تقارير نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين أن رد الفعل على هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون من خلال هجمات صاروخية ضد إسرائيل من إيران وحزب الله في لبنان وحماس وفصائل فلسطينية أخرى من قطاع غزة. وقال باراك "إنني اقول لك اليوم بمسؤولية إننا الدولة الأقوى في الشرق الأوسط"، لكنه أضاف أن "الحرب ليست نزهة ونحن نريد النزهات وليس الحروب". وتابع "إيران مستمرة بالتحايل ولكن بإصرار ومثابرة من أجل التوصل إلى سلاح نووي من خلال تضليلها للعالم". ودعا باراك العالم إلى "فرض عقوبات قاتلة ترغم إيران على التوقف.. وطالما ليس هناك عقوبات ناجعة فإننا ندعو أصدقائنا إلى عدم إزالة أي خيار عن الطاولة" في إشارة إلى الخيار العسكري. وقال إن العقوبات المطلوب فرضها على إيران هي "عقوبات اقتصادية.. وبضمن ذلك ضد البنك المركزي والقدرة على إجراء نشاط اقتصادي وعقوبات توقف استيراد وتصدير النفط وما إلى ذلك"، لكنه شكك في قدرة المجتمع الدولي على بلورة عقوبات كهذه ضد إيران حتى بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية بشأن تقدم البرنامج النووي الإيراني، وتتوقع إسرائيل أن يشمل أدلة حول مسار عسكري للبرنامج النووي الإيراني. من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن من شأن عقوبات شديدة تؤدي إلى شل الإقتصاد الإيراني أن تهدد النظام الإيراني وتجعله يوقف تطوير البرنامج النووي، فيما قال الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تساحي هنغبي إن على إسرائيل منع إيران من حيازة سلاح نووي. وتترقب إسرائيل صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية في وقت قريب حول تطور البرنامج النووي الإيراني وما إذا كان برنامجا عسكريا. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل مارست ضغوطاً من أجل تقديم نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية. ونقلت صحيفة "معاريف" اليوم عن ليبرمان قوله خلال اجتماع مغلق أمس إنه "إذا لم تقد الولاياتالمتحدة بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية خطوة تتضمن عقوبات شديدة ضد إيران فإن هذا يعني أن الولاياتالمتحدة والغرب استسلما لوجود إيران نووية". وأوضح ليبرمان أن العقوبات التي يقصدها يجب أن تكون ضد البنك المركزي الإيراني وعقوبات شديدة ضد صناعة النفط والوقود والغاز الإيرانية كلها. ورأى أن من شأن عقوبات كهذه أن تحقق نتائج ملموسة "والتلويح لنظام آيات الله بأن استمرار سباق التسلح النووي يشكل خطرا على مستقبل إيران واحتمال استمراره في حكم إيران". وأضاف أنه لا يفهم تفكير الولاياتالمتحدة والغرب في الموضوع الإيراني "على ضوء الأدلة الخطيرة" التي يتوقع أن يتضمنها تقرير الوكالة النووية الدولية التي تقول إسرائيل إنه سيتضمن أدلة على أن إيران أوشكت على حيازة سلاح نووي. ونقلت "معاريف" عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن الولاياتالمتحدة تبحث في الأسابيع الأخيرة عن طرق مبتكرة تسمح للكونغرس الأميركي بفرض حظر جارف على شركات أميركية بإقامة علاقات تجارية مع شركات النفط الإيرانية. من جهة ثانية يحاول البيت الأبيض الأميركي منع نشوء وضع تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط في العالم في حال مقاطعة إيران، وهو أمر يشكل عقبة مركزية أمام فرض عقوبات شديدة على صناعة النفط الإيرانية. من جانبه قال الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تساحي هنغبي في مقابلة أجرتها معه "معاريف" إنه "من دون عقوبات شديدة فإنه لا يوجد بنظري وزنا حقيقيا للمجهود الدولي لدفع إيران إلى التراجع عن السعي للحصول على سلاح نووي، وستكون النتيجة أنه بعد هذا التقرير وتقارير خطيرة صدرت في الماضي أننا سنبقى مع إيران عازمة على التقدم نحو القنبلة النووية". وأضاف هنغبي أنه "ربما سيستسلم العالم للعناد غير المساوم من جانب إيران وفي هذه الحالة فإن إسرائيل، مثلما حدث في الماضي، ستواجه المعضلة لوحدها، و(رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) مناحيم بيغن لم يوافق في العام 1981 على وجود سلاح نووي بأيدي دولة عدو، وآمل أن تسير حكومة إسرائيل بهذا الإتجاه في المستقبل". وتطرق إلى التقارير الإسرائيلية حول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك يبحثان لوحدهما بهجوم عسكري إسرائيلي محتمل ضد إيران وقال إن "الحديث لا يدور حول عملية صناعة قرار سطحية بإمكان شخصين إملاء موقفهما على دولة بأكملها". وقال هنغبي إن سياسيين ووسائل إعلام في إسرائيل تبالغ في وصف رد الفعل الإيراني عقب هجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية وأن رد الفعل هذا "لا يقترب من سيناريوهات الرعب" التي استعرضتها وسائل الإعلام الإسرائيلية. وتوقع أن "لا تتضرر العلاقات الإسرائيلية مع مصر والأردن، إذ أن إيران "الشيعية" تهدد العرب "السنة" المؤيدين للغرب، وعلى رأسهم مصر والأردن، بشكل لا يقل عن التهديد على دولة اليهود". واعتبر هنغبي أن "الخطر الكامن بوجود سلاح نووي بأيدي إيران يفوق بنظري بعشرات المرات أي ضرر قد ينجم جراء إحباط برنامجها النووي"، مشير إلى أن حيازة إيران سلاحا نوويا يعني توقف التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط. وفي سياق متصل نقلت صحيفة "هآرتس" اليوم عن خبراء غربيين تقديرهم أن لدى إيران قدرة على تركيب قنبلة نووية خلال مدة قصيرة وإجراء تجربة نووية في باطن الأرض إذا ما اتخذت قرارا كهذا. وأشار الخبراء الغربيون إلى ان القرار بهذا الخصوص هو بأيدي قادة إيران وخصوصا المرشد الأعلى علي خامنئي.