أكد الإعلامي عضو مجلس الشورى السابق الدكتور بدر كريم أن الإعلام السعودي في خطر، وأن على الحرس القديم من الإعلاميين والإذاعيين أن يترجلوا ويرحلوا ويتركوا المهمة لجيل الشباب وسط هذه التقنيات الجديدة. وقال في محاضرة حول تجربته في القراءة، قدمها في النادي الأدبي بالرياض مساء السبت الماضي، وأدارها الإعلامي عبد العزيز العيد، إنه حاول تجنب الحديث عن الإعلام «على رغم بعض الأسئلة، لأني أكلت إعلاماً وشربت إعلاماً وشبعت إعلاماً»، مضيفاً أن المهمة الإعلامية «حالة فريدة لا تقبل الشراكة وتحتاج للتخصص، فإما أن تعطيها كل وقتك أو تتركها لشأن آخر»، قبل أن ينتقد حال اللغة العربية لدى المذيعين الشباب، لافتاً إلى أنه لو طبقت مادة معينة من مواد السياسة الإعلامية بحذافيرها، لأصبح المذيع السعودي أستاذاً ومعلماً للمذيعين العرب. وفي المحاضرة تحدث كريم، عبر ورقة قرأها بطريقته الإذاعية المحببة، عما أسماه خطرات وذكريات وتجارب في القراءة جاء منها، «إنني عشقت القراءة أكثر من أي شيء آخر، فبدأت فيها من سن ال14 وحتى الآن، فأنا أقرأ ما يقارب 8 ساعات يومياً»، مضيفاً أنه استفاد في تجربته الإعلامية من القراءة، «كما أنه لا يمكنني أن أكتب دون أن أقرأ»، وعدد في المحاضرة بعضاً من مواقفه الإذاعية والكتابية، التي أفاد فيها من قراءاته. قبل أن يبدي حزنه على الأرقام المفجعة لنسب القراءة في العالم العربي. وقال إن ما أشار له تقرير مؤسسة الفكر العربي الأخير حول معدل ما يقرأه الفرد العربي سنوياً، وهو يعادل 6 دقائق فقط في مقابل 200 ساعة لنظيره الأوروبي، لأمر يدعو للرثاء. وألقى كريم باللائمة على وزارة الثقافة والإعلام حول فشل برامج القراءة. وقال إن وضع الكتاب لدينا ما زال مهمشاً، على رغم أن مهمة تشجيع القراءة لدى الفرد السعودي «منصوص عليه صراحة في السياسة الإعلامية»، مضيفاً: في الوقت الذي نجحت فيه الوزارة في افتتاح 5 قنوات جديدة في ظرف 11 شهراً، إلا أنها فشلت في المضي في برنامج «القراءة للجميع»، الذي بدأته منذ عقود وأهملته»، واصفاً ذلك بالضربة القاضية، قبل أن يوصي بضرورة إنشاء مكتبات عامة جديدة ومراكز ثقافية، وأن تحرص الوزارة على انتقاء مواد وكتب جديدة، وترجمة الكتب الأجنبية. وفي المداخلات نصح كريم الشباب بضرورة التركيز على القراءة، «وقراءة كل شيء كما قرأنا وأفدنا من قبل»، قبل أن يتراجع حول الأساليب الجديدة، قائلاً: «إن المتغيرات الحديثة ربما تفرض أن يكون الشاب في غنى عن طريقتنا في القراءة، نظراً للبون الشاسع بين الأجيال وظروفها».