وصف الزميل الكاتب والفنان التشكيلي الأستاذ يحيى محمد باجنيد أن حديث البدايات يظل حديثا مملولا، إلا أنه يرى أنه مع كل يوم يرى نفسه في بداية جديدة طالما الإنسان يعايش كل جديد بوصفه حيا يتفاعل مع كل ما حوله من مستجدات وخاصة متى ما انطلق من الحب أساس الوجود ومنطلقه الذي لا بديل له في الوجود الإنساني إلا الكراهية.. مستعرضا من هذا المنظور حقبة من الزمن الجميل من حارة الشام، أو ما عرفت به حارة التجار، وما كانت تعج به من بساطة الحياة وحبها وتلاحمها الاجتماعي بتلقائية الحياة البسيطة.. جاء ذلك خلال الأمسية الأدبية التي أقامها نادي الرياض الأدبي مساء أمس بعنوان: (دروب الصحافة واستديوهات الإذاعة) التي قدمها وأدارها مدير عام برامج الإذاعة بوزارة الثقافة والإعلام الأستاذ صالح المرزوق. وقال باجنيد عن تجربته الصحافية: كانت بدايتي مع الصحافة عبر ولعي بالقراءة التي ورثتها عن والدي، وتأثري بجدي لأمي، إلى جانب اتجاهي للرسم آنذاك، إذ كان جلوسي في مكتبة والدي تتجاذبه القراءة والرسم، إذ كانت الإرهاصات الأولى مع الريشة والقلم.. فالصحافة بيتي والإذاعة معشوقتي.. وما تزال الإذاعة غرامي، لكونها تتيح لسامعها أن يشارك فيما يسمع، إلا أن الصحافة ودروبها قادتني من محطة صحفية إلى أخرى عبر العديد من الصحف المحلية التي أفخر بأن تكون آخر محطاتها كاتبا في جريدة (الرياض) فعمودي (حسبنا الله) استطيع أن أقول أنه مر بأغلب الصحف المحلية. ومضى المحاضر في حديثه عن تجربته الصحفية مستعرضا ما قدمته له من معرفة بالحرف وصاحبه من خلال ما هيأته له من التعامل مع أدبهم، الشعر منه والنثر، عبر ما تنشره الصحافة من فنون أدبية.. ومنهم محمد حسن عواد، الذي قال له ذات يوم: أسلوبك حلو فما الذي يجعلك تسرق..؟ عندما شاهد العواد مشهدا من مسرحية كتب عنها باجنيد في الصحافة الأمر الذي كشف أنه كاتب النص تلفزيونيا وصحفيا.. واقفا من خلال هذا المثال بما قدمته الصحافة له من تتلمذ على مرأى ومسمع من القامات الأدبية في المملكة.. معرجا على العديد من المواقف مع عدد من الأدباء الذين أورد منهم حسن كتبي، محمد حسين زيدان، أبو تراب الظاهري، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، عبدالله بن إدريس، عبدالله الجفري.. أما عن تجربة باجنيد الإذاعية فقد عرج على العديد من المواقف الإذاعية وأعلام الإذاعة تحدث خلالها عن عباس غزاوي، وبدر كريم.. وما رصده خلال فترة صباه من برامج إذاعية وتجارب كان يشاهده مذيعون على أرض الواقع من خلال ما كان يرصده عن كثب في برامج الإذاعة ومبناها من خلال زيارته لها.. وما ينتابه في كل مرة من انجذاب إليها من جانب وما تقدمه من برامج من جانب آخر. تلا ذلك عدد من أسئلة الحضور ومداخلاتهم، التي تناولت عددا من المحطات المفصلية في مشوار باجنيد عبر مشواره الصحفي والإذاعي، وما صحب مشواره الإذاعي من كتابة الدراما التلفزيونية والأخرى الإذاعية.. حيث أكد باجنيد في رده على إحدى المداخلات بأن الإرهاصات للإبداع والرغبة التي أساسها الموهبة التي تعد جوهر الإبداع، مهما حاولت المدارس الإبداعية أن تصقل المواهب لكنها لن تخلق موهبة مشرقة.