ينتظر الاجتماع المنعقد حول الملف النووي الإيراني في فيينا «الأحد الكبير» اليوم، عبر مشاركة وزراء خارجية مجموعة الدول الست الكبرى، باستثناء روسيا والصين، في محاولة لحلحلة المفاوضات وإنقاذها من الفشل المتمثل في عدم التزام موعد 20 الشهر الجاري لإبرام اتفاق نهائي. معلوم أن ترجيحات سادت لفترة حول إمكان تمديد المفاوضات لأسابيع، وهو ما لم تستبعده طهران. ويفترض أن يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف فور وصوله إلى فيينا، قبل أن ينضم إليهما وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وأبلغت إلى «الحياة» في طهران مصادر مواكبة للمفاوضات أن «بعض الوزراء الغربيين لا يتطلعون إلى إزالة المشاكل العالقة وإبرام اتفاق، بل يريدون المشاركة في وضع آلية معقدة للإشراف على نشاطات إيران لتخصيب اليورانيوم، وحل خلافات بينهم حول أساليب التعاطي مع المحادثات والاتفاق على شروط جديدة لاتفاق موقت، إذا مُدد تاريخ 20 تموز». في هذا الإطار، لفت تشديد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى أن الموقف «الموحد» حيال للدول الست البرنامج النووي الإيراني يجب ألا يهدد مصالح موسكو، وقال: «أعلنت روسيا مرات أن قيمة الوحدة السياسية ترتبط إلى حد كبير بالنتائج. نحن مستعدون لدعم وتعزيز وحدة الموقف داخل مجموعة الدول الست، لكن هدفنا الرئيسي هو ضمان مصالحنا القومية، وهذا وضع طبيعي». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، دعا الثلثاء إلى «الحفاظ على وحدة (مجموعة) الدول الست»، متحدثاً للمرة الأولى عن «اختلاف في المقاربة» بين روسيا وباقي دول المجموعة، لكنه عاد وأكد أول من أمس أن الدول الكبرى «موحدة». وخلال زيارته الهند أول من أمس، وصف وليام بيرنز، معاون وزير الخارجية الأميركي، المفاوضات النووية مع إيران بأنها «صعبة ومعقدة « مقراً بوجود خلافات جدية بين الجانبين. واعتبر رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أکبر صالحي أن طهران تعتمد أسلوباً منطقياً في المفاوضات، وأبدت مرونة كافية، لكنه لم يستبعد استئنافها نشاطات التخصيب بنسب مرتفعة تصل إلى 20 في المئة، في حال عدم إبرام اتفاق نهائي. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن أن إيران ستبدأ قريباً تشغيل محطة في أصفهان لتحويل يورانيوم مخصب إلى أكسيد، ما يقلل إمكان استخدامه في صنع قنابل نووية، وهو أحد شروط الاتفاق الموقت الذي أبرم مع الدول الست في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013.