قال مصدر ديبلوماسي فرنسي مطلع على المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، إن المواقف ما زالت متباعدة بين الجانبين، لافتاً إلى أن الصعوبة تكمن في غياب الثقة بينهما. وقال ل «الحياة» مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عشية جولة مفاوضات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في فيينا الأسبوع المقبل، أن «مصالح كل الأطراف المعنيين تؤكد الحاجة إلى دفع المفاوضات وإبرام اتفاق في أقرب وقت... والأهم لا يكمن في التوصل سريعاً إلى أي اتفاق، بل إبرام اتفاق يرضي كل الأطراف». أما عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، فاعتبر أن الفشل في إبرام تسوية «نووية» سيكون «كارثة على الجميع». ويسعى الطرفان في جولة مفاوضات فيينا إلى البدء بصوغ اتفاق شامل يطوي الملف النووي الإيراني، وإبرامه بحلول 20 تموز (يوليو) المقبل، تطبيقاً لاتفاق جنيف الذي توصلت إليه إيران والدول الست في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. لكن ثمة خلافات عرقلت البدء بصوغ الاتفاق، خصوصاً في شأن تخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في التخصيب التي تعتزم طهران امتلاكها، إضافة إلى مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل ويخشى الغرب أن ينتج بلوتونيوم يكفي لصنع قنبلة ذرية. وشدد المصدر الديبلوماسي الفرنسي على أن مواقف الدول الست «موحدة ومتماسكة»، لافتاً إلى «مفاوضات حقيقية» مع إيران في شأن ملفها النووي. وأقرّ بتغيّر مناخ المحادثات منذ تسلّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف منصبه، لكنه استدرك أن المواقف «ما زالت متباعدة بين الجانبين»، مشيراً إلى أن الصعوبة تكمن في «غياب الثقة المتبادلة» بينهما. ونبّه المصدر إلى أن «الثقة تُبنى على مسائل ملموسة، هي الالتزام والتحقّق من عدم إتاحة تطوير إيران سلاحاً نووياً»، مؤكداً أن «أحداً لن يتخلى عن هذا الهدف». وتابع أن ثمة «عملاً مكثفاً على مضمون المحادثات، على رغم وجود حلول لمسائل»، مستدركاً: «ليست هناك بداية لحلول، بالنسبة إلى القضايا المهمة، ولا اتفاق على أي موضوع في المفاوضات». وقال المصدر إن «الجميع يدرك» أن ثمة احتمالاً لتمديد مهلة 20 تموز لإبرام اتفاق، وزاد: «ننطلق من مبدأ إمكان التوصل إلى اتفاق، وإذا لم يحدث ذلك، يُطرح موضوع» تمديد المهلة. وكان عراقجي أعلن أن إيران والدول الست ستبدأ في جولة مفاوضات فيينا الأسبوع المقبل، صوغ اتفاق شامل، مشيراًَ إلى أن ثمة «شكوكاً» في هذا الصدد، بسبب «خلافات كثيرة في مسائل» بين الجانبين، «نحتاج إلى المثابرة والحكمة والإبداع للتغلّب عليها». واعتبر أن «المفاوضات تمرّ بمرحلة حساسة جداً»، لافتاً إلى أن «الاتفاق ما زال في متناول اليد». لكنه حذر من أن إيران «ستعاود التخصيب بنسبة 20 في المئة إذا تعذر التوصل إلى اتفاق»، معتبراً أن الفشل في إبرام تسوية «نووية» سيكون «كارثة على الجميع». وعلقّت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي على المشاورات الأميركية– الإيرانية في جنيف، مشيرة إلى «فجوات باقية»، واستدركت: «تركيزنا يبقى على موعد 20 تموز» لإبرام اتفاق نهائي.