شدد المرشح المحتمل للرئاسة في مصر عمرو موسى على ضرورة تحديد «دور آمن» للجيش في الدستور المرتقب. وانتقد الحديث عن «خروج آمن» لجنرالات المجلس العسكري، معتبراً أنهم «ليسوا متهمين بجريمة». وأكد أن «لا خصام» بينه وبين ميدان التحرير الذي استعاد أمس بعضاً من بريقه باحتشاد مئات لإحياء ذكرى الشهداء، فيما تواصلت استعدادت القوى السياسية لتمرير الجلسة الأولى للبرلمان بعد غد توافقياً. ورفض الأمين العام السابق للجامعة العربية طرح الخروج الآمن، لكنه لفت إلى أن «هناك انتقادات وجهت للمجلس (العسكري) وبعضها صحيح». وأكد ضرورة التركيز على أن يقوم الجيش ب «دور آمن وضروري» بعد نقل السلطة، في إطار تحديد مهام المؤسسات الرئيسة للدولة في الدستور الجديد. وأيد الجدول الزمني الذي وضعه المجلس لنقل السلطة. ونفى موسى في مقابلة مع «الحياة» حصول جفوة بينه وبين قوى الثورة، موضحاً أنه زار ميدان التحرير أكثر من مرة، «وفي وقت مبكر من الثورة، وأزوره حتى الآن»، لكن «بعض التنظيمات أو التجمعات الموجودة هناك لها انتقادات معينة في شأن منصبي السابق كوزير للخارجية». ودافع عن نفسه، مؤكداً أنه سجله في الوزارة «تابعه الشعب المصري، وأيدته جماهير واسعة مصرياً وعربياً تأييداً عارماً». وحذر من حصول قطيعة بين التيار الثوري وما أطلق عليه «التيار الوطني»، معتبراً أن ذلك «سيكون أمراً خطيراً بالنسبة إلى مصر كلها، فالقطيعة يجب أن تكون مع الفساد». في غضون ذلك، استعاد ميدان التحرير، مهد الثورة، أمس، بعضاً من زخمه الثوري، فعند أطرافه تراص باعة الأعلام وقبعات بلونها وفي ساحته نصبت منصة كبيرة استعدادا لفعالية يفترض أن تكون أقيمت مساء أمس تنظمها «حركة شباب من أجل العدالة والحرية» وحركة «كاذبون» يتحدث فيها عدد من أهالي شهداء الثورة ووالدة الشاب خالد سعيد الذي قتلته الشرطة قبل الثورة وكان الحادث الشرارة الأولى للتظاهرات، ووالدة الشاب مينا دانيال الذي قتل أثناء أحداث ماسبيرو التي اندلعت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وشهدت مواجهات بين متظاهرين أقباط وقوات الجيش قتل فيها أكثر من 20 شخصاً وأصيب المئات. وتعرض حملة «كاذبون» بعضاً من وقائع المواجهات بين قوات الجيش والمتظاهرين في أحداث مجلس الوزارء وشارع محمد محمود في محاولة لإثبات أن الجيش تعمد استخدام العنف ضد المتظاهرين. وفي أرجاء الميدان، انتشر شباب الحركات المناهضة لحكم المجلس العسكري ووزعوا بيانات تؤكد ضرورة تسليم السلطة للمدنيين في الذكرى الأولى للثورة الأربعاء المقبل. ودعت البيانات إلى «التظاهر في كل ميادين الجمهورية في ذكرى الثورة» للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري. ومن على المنصة الرئيسة في مواجهة حديقة الميدان، ظل الشباب يرددون «يسقط يسقط حكم العسكر» ويوعون المتظاهرين بضرورة «استكمال الثورة» والحفاظ على سلميتها. وأعلن أحدهم اختيار الطبيب الشاب أحمد حرارة الذي فقد إحدى عينيه في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي والثانية في مواجهات شارع محمد محمود، ناطقاً باسم الثورة والشروع في اختيار 50 شاباً لتشكيل «مجلس قيادة الثورة».