أبوجا، روما - أ ف ب، رويترز - مع تزايد المخاوف في نيجيريا من اتساع العنف الديني اثر هجمات شنتها جماعة «بوكو حرام» المتشددة على مسيحيين، ترافق تنظيم إضراب عام مفتوح نفذته النقابات في أنحاء البلاد احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود، بتأثير رفع الحكومة الدعم عنه هذه السنة، مع اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة. وهاجم متظاهرون مسجداً في مدينة بنين عاصمة ولاية ايدو (جنوب)، وحاولوا إحراقه من دون نجاح، فيما نهبوا مراوح من داخله، قبل أن تتدخل الشرطة بإطلاق غاز مسيل للدموع ما أدى إلى جرح عشرة أشخاص على الأقل. كما اشتبكت قوات الأمن مع متظاهرين حاولوا اقتحام مكتب حاكم مدينة كانو (شمال) وحرق منزل محافظ البنك المركزي، ما أدى إلى جرح 30 شخصاً بينهم 18 أصيبوا بعيارات نارية. وفي لاغوس العاصمة التجارية للبلاد، قتلت الشرطة متظاهراً بالرصاص وجرحت ثلاثة آخرين، ما يعزز الاتهامات الموجهة إلى السلطات باستخدام القوة المفرطة بعد قتل متظاهر آخر خلال احتجاجات الأسبوع الماضي. وتجمع آلاف من المتظاهرين في العاصمة أبوجا، على رغم إجراءات الأمن المشددة، وساروا في اتجاه وسط المدينة، فيما بدا أن النقابات رفضت حجج الرئيس غودلاك جوناثان التي عرضها في خطاب تلفزيوني لوقف الدعم، بهدف تحسين البنى التحتية وتخفيف الضغط على احتياطات العملة الأجنبية. مؤامرة كبرى إلى ذلك، اعتبر جوناثان خلال احتفال ديني لتكريم القوات المسلحة أن «بوكو حرام» تملك مؤيدين وأنصاراً في كل أجهزة الدولة، معتبراً الاعتداءات على المسيحيين «أسوأ» من الحرب الأهلية خلال الستينات من القرن العشرين. وقال: «بعض المتواطئين مع بوكو حرام في جهاز الدولة والبعض في البرلمان، ويعمل آخرون داخل جهاز القضاء، والقوات المسلحة والشرطة وأجهزة الأمن». البابا يأسف ولفت إعلان البابا بينيديكتوس السادس عشر اسفه لأن هدف المصالحة واحترام «كل الأعراق والديانات» لا يزال بعيد المنال في أفريقيا، خصوصاً في نيجيريا وساحل العاج ومنطقة البحيرات الكبرى والقرن الأفريقي. وقال البابا أمام 160 ديبلوماسياً بينهم 115 رئيس بعثة معتمدة لدى الكرسي الرسولي: «من الضروري أن يساعد التعاون بين المجموعات المسيحية والحكومات في أفريقيا على عبور طريق العدالة والسلام والمصالحة كي تحظى كل الأعراق وكل الديانات بالاحترام». وأضاف: «من المؤلم ملاحظة أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال في دول مختلفة، خصوصاً بعد تصعيد أعمال العنف في نيجيريا اثر التفجيرات التي طاولت كنائس خلال فترة عيد الميلاد، وتزايد عواقب الحرب الأهلية في ساحل العاج، كما يتواصل غياب الاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى وتدهور الوضع الإنساني في دول القرن الأفريقي». وكرر البابا مطالبته المجتمع الدولي بالمساعدة باهتمام كبير في إيجاد حل للأزمة المستمرة منذ سنوات في الصومال، وإرساء السلام في دولة جنوب السودان الجديدة.