تشارك الممثلة اللبنانية داليدا خليل في تصوير مسلسل جديد من سلسلة «للكبار فقط» عنوانه «أول مرّة» من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر وإنتاج «مروى غروب»، وتلعب دور فتاة في السابعة عشرة من عمرها تُغرَم بأستاذها في المدرسة وتحاول أن تقنعه بأنّها كبيرة وبأنّه قادر على أن يتعاطى معها كامرأة ناضجة. سلسلة «للكبار فقط» تطرح عادة مواضيع جريئة وتضم مشاهد جريئة أيضاً، فإلى أي درجة ستكون نسبة الجرأة في ما ستقدّمه داليدا؟ تجيب: «سيكون هناك جرأة، لكنّها لن تخدش العيون ولا المشاعر لأنّها جرأة بريئة تقوم بها مراهقة من أجل أن تُعجب أستاذها، وسيكون التركيز على الإيحاء أكثر منه على الفعل المباشر». تعتبر داليدا أنّ هذا الدور سيشكّل النقلة النوعية في حياتها التمثيلية، مع العلم أنّ بعض النقّاد اعتبروا أنّ دورها في مسلسل «ذكرى» هو الذي شكّل العلامة الفارقة حتّى الآن، فتعلّق قائلة: «في مسلسل «ذكرى» بدأت المرحلة الأولى من النقلة النوعية، أمّا في «أول مرّة» فأعتقد أنّ هذه النقلة سيتم تثبيتها وتأكيدها». ألا تشعر أنّ وصولها إلى دورٍ يؤكّد موهبتها قد تأخّر قليلاً بعد نحو سبعة أعوام في عالم التمثيل؟ تجيب بأنّها راضية عن التوقيت باعتبار أنّ صعود السلم درجة فدرجة أكثر أماناً، وهنا تشير إلى أنها تشعر بحجم المسؤولية التي أولاها إيّاها المنتج مروان حداد، وتنفي أنّ تكون الغيرة قد تسللت إليها عند رؤية ممثلات أخريات يصلن إلى النجومية في أقل من سنة على رغم أنّهن لم يدرسن التمثيل في حين أنّها هي تخرّجت في اختصاص المسرح وبدأت تجربتها في عالم التمثيل من خلال أدوار صغيرة. ولكن ألم يخطر في بالها أنّها تستحق أكثر من ذلك؟ تعترف داليدا: «لا يمكن ألاّ يخطر في بال كل ممثل أنّه جاهز وأنّه يستحق فرصاً أكبر، بل يمكن أن يفكّر في ذلك قبل أن يتخرّج من الجامعة حتّى، ولكن الحصول على فرصة العمر قبل أوانها قد يؤثّر سلباً على المرء ويشكّل خطراً على شخصيته فيدفعه إلى التكبّر والتعالي والاعتقاد أنّه بلغ القمة لأنّ نضوجه يكون غير مكتملٍ بعد، عندها يبدأ بالهبوط والفشل قبل أن يعلو وينجح حقّاً». تطل داليدا حالياً عبر شاشة ال «أم تي في» عبر مسلسل Auberge الذي كتبته هيام أبو شديد وأخرجه أسد فولادكار، وتقول إنّ الأصداء التي تسمعها عن أدائها جيّدة. أمّا في ما يتعلّق برأيها هي بأدائها في الأعمال التي تشارك فيها فتجيب بأنّها تسعى دائماً لانتقاد نفسها بهدف إيجاد الثغرات الصغيرة كي تتمكّن بالتالي من تفاديها. هل نفهم أنّها راضية عن أدائها أم لا؟ «أنا راضية» تقول، «ولكن لا أسمح لنفسي بأن أرضى مئة في المئة كي لا أظنّ أنّ أدائي صار كاملاً ولا ثغرات فيه». ما الدور الذي تحلم أن تلعبه؟ «هناك أدوار كثيرة، لكنني أتمنّى أن ألعب شخصية تاريخية، أو أن ألعب دوراً يتضمّن غناء لأنني أحب أن أغنّي ولكن في إطار التمثيل». المظهر الخارجي الجميل لداليدا يمكن أن يكون سيفاً ذا حدّين لأنّه قد يساعدها في الوصول إلى أدوارٍ معينة أو قد يحرمها أيضاً من أدوارٍ تتطلّب ملامح أخرى، لكنّها تسارع إلى الإعلان: «أنا مستعدة أن أقصّ شعري وأن أبشّع نفسي وأن أُسمِّن جسمي إذا كنت أمام دور رائع يتطلّب ذلك»! داليدا واجهت سوء تفاهم مع الصحافة الفنية نتيجة تعليق قالته حول إنّ غلافات المجلاّت تُباع وتُشترى، وبعيداً من الإشكال نسألها انطلاقاً من أساس الفكرة التي سببت سوء التفاهم: إلى أي درجة ترى أنّ على الممثل الاستعانة بمدير أعمال يدبّر له لقاءات صحافية في زمن يسير وفق المثل «بعيد عن العين بعيد عن القلب»؟ تقول داليدا إنّ عصرنا هو عصر الإنترنت والإعلام والإعلان بامتياز، وهذا الأمر لا يمكن تجاهله أو رفضه بحجّة أنّ المرء لا يجب أن يركض وراء الأضواء، فكل مَن يصبح بعيداً من الأضواء يصبح خارج اللعبة.