قليلاً ما نسمع عن شخص يعمل تحت الأضواء وهو غير متعجل للشهرة، لكن الممثلة اللبنانية الشابة جويل داغر التي تخرّجت من معهد التمثيل منذ نحو خمسة أعوام ما زالت تنتظر بصبر الفرصة الأفضل للشهرة الأوسع. جويل التي أطلّت خلال شهر رمضان الفائت في مسلسل «باب إدريس» ولفتت الأنظار إليها في دور «علا»، تتحضّر للجزء الثاني من هذا المسلسل، كما للجزء الجديد من مسلسل «أجيال» وهما من كتابة كلوديا مرشليان. وفي الأشهر القليلة المقبلة ستطل داغر في الفيلم السينمائي «كاش فلو» من كتابة وإخراج سامي كوجان وبطولة كارلوس عازار ونادين نجيم. جويل التي لا يمكن القول إنّ سنوات خبرتها في التمثيل بلغت عدداً كبيراً، كما لا يمكن الاستهانة بخمسة أعوام من الظهور في أعمال درامية مختلفة، كيف تصف تجربتها في مجال التمثيل حتى اليوم؟ تقول: «أعتقد أنني تطوّرت في مختلف الأصعدة من حيث الأداء والحضور والإحساس والتعبير، وأعتبر أنني صرت أكثر نضوجاً وخبرةً أمام الكاميرا، ويمكن القول إنني أسير على الطريق الصحيح». وحين نستوضح قصدها بعبارة «الطريق الصحيح» تقول إنّها ما زالت تملك طاقات كثيرة في داخلها وتحاول في كل عملٍ أن تُظهر جزءاً جديداً من تلك الطاقات، والطريق الصحيح هو طريق الأعمال التي تساعدها في ذلك. وتعلن جويل إنّها تفضّل أن تتعب في الوصول كي تفرح أكثر بقيمة الفوز، «أنا غير مستعجلة للوصول إلى أدوار البطولة المطلقة، ولا أريد أن أسلك طرقاً مختصرة أو أن أحرق المراحل بل أفضّل أن أكون جاهزة تماماً لتلك الأدوار من خلال الخبرة التي أكتسبها شيئاً فشيئاً». وتشير إلى أنّها لو حظيت في بداياتها في مجال التمثيل بالأدوار التي تلعبها الآن ربما لما كانت ستتمكّن من أدائها بالمستوى نفسه ولكانت وقعت في خطر الفشل وخسرت عروضاً لاحقة لأدوار أكبر. ولكن ألا تنزعج حين تحظى بدورٍ ثانٍ في حين «تسرق» الدور الأول فتاةٌ لم تدرس التمثيل ولا تمتلك خبرةً في هذا المجال تضاهي خبرتها؟ تجيب: «في الحقيقة لا أعاني من أي عقدةٍ في هذا المجال لأنني أثق أنّ كل شخص سينال فرصته في الوقت المناسب وأثق أنّه عندما يحين الأوان كي ألعب الدور الأول لن يستطيع أحد أن يأخذه منّي». وتضيف أنّ الأدوار الثانية في الأعمال التي تشارك فيها لا تقل أهمية عن الدور الأول بخاصّة أنّ المسلسلات اليوم لم تعد قائمة على قصة واحدة وعلى بطلٍ واحد. الخطوط الحمر جويل داغر تقول إنّها ترفض الأدوار التي تتخطّى الخطوط الحمر، فأين يبدأ الخط الأحمر بالنسبة إليها بما أنّ هذه النقطة تختلف بين شخصٍ وآخر؟ تجيب: «نحن في مجتمع شرقي غير جاهز بعد ليتقبّل ببساطة مشاهد القبلات، مثلاً، لذلك عليّ أن أحترم هذا المجتمع حتّى لو كنت، بيني وبين نفسي، أدرك أنّ هذا الأمر مجرّد تمثيل». وتوضح جويل إنّ مشهد القبلة تفضّل عدم القيام به، على الأقل في هذه المرحلة كي لا يتم وضعها في إطارٍ واحد لا يمكن الخروج منه بسهولة. «أنا لم أبلغ بعد شهرةً في مجال التمثيل تسمح لي أن ألعب أدواراً جريئة من دون أن أعلق في أذهان الناس بأنني فقط «الجريئة»، عندها لن يقتنعوا بأدائي إذا لعبت بعد ذلك دور فتاة قروية مثلاً». ماذا يكون خيار جويل إذا عُرِض عليها اليوم دور بطولةٍ في فيلم سينمائي مهم، لكنّه يتطلّب القيام بمشاهد جريئة، هل ترفض فرصةً قد تنقلها إلى مستوى آخر أم تغيّر حدود الخط الأحمر؟ تجيب أنّ المشاهد الجريئة لا تعني فقط مشاهد التقبيل أو الظهور بملابس مثيرة، معتبرة أن الجرأة قد تكون بطريقة الأداء أو حتّى من خلال نظرة، «وإذا اعتبرنا أنّ الدور يتطلّب القيام بمشاهد تقبيل عندها لا أعتقد بأن عليّ أن أختار بين قبول الدور أو تغيير الخط الأحمر عندي، ففي مثل هذه الأحوال أخبر المعنيين أنني أفضّل عدم تصوير المشاهد الجريئة وهم بالطبع سيحترمون رغبتي إن كانوا فعلاً يريدونني أن ألعب الدور». وتلفت داغر إلى أنّ هذا ما حصل معها في مسلسل «أجيال» حين تمّ الاستغناء عن مشاهد التقبيل التي كان يُفترض أن تؤدّيها واستبدلت بمشاهد أخرى تُظهِر الحب والغرام بينها وبين حبيبها في المسلسل. لم أطرق الأبواب إلى أي درجة تعتبر جويل داغر أنّها محظوظة لحصولها على أدوار تمثيلية حتّى قبل تخرّجها في حين أن كثيرات تخرّجن منذ أعوام من دون الحصول على دورٍ واحد على شاشة التلفزيون؟ «أعتبر أنّ الحظ يكون أساسياً في هذه الحال»، تقول، «فأنا لم أطرق الأبواب يوماً كي أحظى بدورٍ في مسلسل، فحصلت مثلاً على دوري الأول في «الحل بإيدك» عن طريق المخرج سمير حبشي الذي كان أستاذي في الجامعة، ثم حظيت بدورٍ صغير في مسلسل «مجنون ليلى» و «عصر الحريم» فتعرّفت إلى المنتج مروان حداد الذي أُعجب بتمثيلي وبدأ يعطيني أدواراً أكبر شيئاً فشيئاً في الأعمال التي ينتجها». هل تعتبر أن جمالها الخارجي ساعدها في مسيرتها التمثيلية؟ «لا شك في أنّ الشكل الخارجي يصبح أساسياً أكثر فأكثر في زمنٍ يعتمد على الإبهار في الصورة، ولا شك في أنّ شكلي الخارجي ساعدني في مرحلةٍ ما، لكن الجمال من دون حضور لا يكفي، لذلك أعتبر أنّ الكاريزما أكثر أهمية من الجمال وهي أساس الاستمرارية».