العريش (سيناء) - «الحياة»، اقترع أمس بدو شمال سيناء في أول انتخابات نيابية يسمح فيها للبدو ب «الاختيار الحر»، من دون تدخل الأمن. واحتشدت غالبية القوى السياسية، لا سيما الإسلامية منها، لنيل أكبر حصة ممكنة من أصوات المقترعين، غير أن الاقتراع غلّفته «العصبيات». وكان تفتيت الأصوات معضلة واجهت القبائل الكبيرة هناك، إذ إن قيادات القبائل في شمال سيناء توزعت على القوائم. وتتألف محافظة شمال سيناء من دائرة واحدة للنظام بالقائمة وأخرى للنظام الفردي، ويتنافس فيها 13 قائمة حزبية لاختيار أربعة مقاعد، و56 مرشحاً للفردي لاختيار مقعدين. ويبلغ عدد الناخبين فيها ما يناهز 200 ألف ناخب. وهذه المرة الأولى التي تشهد الانتخابات البرلمانية خوض هذا العدد الكبير من المرشحات سواء على القوائم الحزبية أو الفردي الانتخابات. إذ تخوض الانتخابات 19 سيدة من إجمالي 56 مرشحاً فردياً أبرزهن الصيدلانية ريهام الغزال وسلوى الهرش (فئات). ويُطرح تساؤل على هامش الانتخابات عن إمكان استمرار العصبية القبلية والتقسيمات السياسية التي أقرتها قبائل سيناء منذ عام 1979 والتزمت بها والتي كانت تحفظ حقوق القبائل المختلفة. ومرد هذا التساؤل إلى أن العصبية القبلية بدت وكأنها تفتت هذه المرة بعدما خوض أبناء القبيلة الواحدة الانتخابات على أكثر من قائمة حزبية، كما خاض عدد من أبناء القبائل الانتخابات على المقعد الفردي من دون التنسيق مع عائلاتهم، ما أصاب قبائل سيناوية بالحيرة. وكانت لقضية تصدير الغاز لإسرائيل اهتمام كبير في الدعاية الانتخابية قبل أيام، فعقد حزب الإصلاح والتنمية مؤتمراً كبيراً لمرشحيه في العريش أعلن خلاله النائب محمد عصمت السادات رئيس الحزب رفض حزبه تصدير الغاز إلى إسرائيل بأي حال مهما كان سعر البيع.