أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، أن الربيع العربي السوداني سبق الثورات العربية ب23 عاماً، معتبراً أن الذين «ينتظرونه في الخرطوم سيطول انتظارهم... هم واهمون ومرجفون». وقال إن الشعب في بلاده حسم توجهه وهويته، وستكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للدستور الجديد. وقال البشير أمام حشد جماهيري في مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض بوسط البلاد، أمس الثلثاء، إن كل من يعادي بلاده سيكون مصيره مصير الزعيم السابق الليبي معمر القذافي و «الطغاة» الذين دعموا حركات التمرد التي تناهض حكمه بالمال والسلاح. وتابع: «ما حدث للقذافي سيكون مصير كل من يقف في وجه التوجه الإسلامي». وأضاف «أن مالك عقار وعبدالعزيز الحلو اللذين يقودان حرب «الحركة الشعبية - الشمال» مع القوات الحكومية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لم يعيا الدرس فكان مصيرهما أن القوات المسلحة لقنتهما درساً لن ينسياه»، مشيراً إلى أن عقار الذي كان حاكماً على ولاية النيل الأزرق «لا يفهم بسبب اختياره التمرد رغم تمتعه بموازنة مالية ومنصب دستوري وصلاحيات واسعة». وانتقد البشير من «ظنوا أن الجيش السوداني والمجاهدين انتهوا، وانشغلوا بالمال والاستثمارات بعد الفراغ من العمل العسكري في الجنوب وتوقيع اتفاق السلام». ورأى أن اتفاق السلام الشامل مع الجنوب جاء عقب انتصارات متلاحقة للقوات الحكومية على «الجيش الشعبي في الجنوب وتدميره تماماً». وقال: «بعدما اختاروا الانفصال قلنا لهم: مع السلامة ومبروك عليكم». كما تعهد مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني محمد عطا المولى عباس بعدم التسامح مع تحالف قوى «الجبهة الثورية السودانية» المؤلف من ثلاث حركات دارفورية مسلحة إلى جانب «الحركة الشعبية» في السودان ووصفه ب «تحالف الشيطان». وقال مخاطباً تخريج دفعة جديدة من الجهاز الأمني في الخرطوم إن هذا التحالف «تجمع في كمبالا وجوبا برعاية إسرائيل ومخابراتها (الموساد) للنيل من السودان وشعبه». وزاد: «لا سماحة بعد اليوم مع هذا التمرد المسلوب الإرادة الذي ارتمى في أحضان أعداء الأمة ... نهايتهم باتت قريبة». واستهجن عطا دعاوى من أسماهم «الطابور الخامس» وقال إن «هؤلاء يريدون أن ينصّبوا قاتل النساء والأطفال والشيوخ شهيداً»، في إشارة إلى زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم الذي قُتل بغارة جوية قبل أيام. وقال مدير جهاز الأمن إن متمردي «حركة العدل والمساواة» عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً في مدن وقرى دارفور وشمال كردفان، مشيراً إلى أن دعاة الحرب لن يجدوا من يشايعهم. وقال: «لن نسمح لهم بذلك وسنكون لهم بالمرصاد». وزاد: «أوقفنا اليوم صحيفتهم والآن تمايزت الصفوف معسكراً للسودانيين الشرفاء ومعسكراً للصهيونية والعملاء»، وذلك في تلميح إلى تعطيل صحيفة «رأي الشعب» الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي. إلى ذلك، باشرت سفارة دولة جنوب السودان نشاطها في الخرطوم رسمياً بعد اكتمال وصول طاقمها المؤلف من القائم بالأعمال ونائبه وسكرتير أول وثلاثة ديبلوماسيين بدرجة سكرتير ثانٍ. وكشف وزير الخارجية السوداني علي كرتى عن إقرار استراتيجية جديدة محددة للتعامل مع دولة جنوب السودان وسيتم طرحها على جهات في الدولة للاتفاق عليها. وفي تطور جديد، اتهم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الحكومة السودانية بسرقة نفط بلاده. وقال خلال خطاب إلى شعب جنوب السودان لمناسبة العام الجديد نُشر على موقع حكومته على الإنترنت، إن السودان يقوم بأخذ نفط جنوب السودان من دون أي إذن، ووصف ذلك «بأنه نهب في وضح النهار». وذكر سلفاكير أن حكومته «قدمت عروضاً مهمة من شأنها تحسين الوضع الاقتصادي والمالي لجمهورية السودان انطلاقاً من روح اتفاق السلام الشامل وكذلك لضمان بقاء الدولتين وكعلامة لحسن النيات». وطالب الخرطوم بوقف «توجهها العدائي»، مشيراً إلى أن جوبا ستواصل مساعيها الديبلوماسية لمعالجة القضايا العالقة بينهما.