تونس - أ ف ب - في وقت أعلن سيناتور أميركي بارز تفاؤله بمواقف حركة النهضة الإسلامية التي تولت الحكم في تونس بعد فوزها في انتخابات تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، اختار أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد العام التونسي للشغل النقابي حسين العباسي أميناً عاماً للمركزية النقابية في أعقاب مؤتمره الثاني والعشرين الذي اختتم أعماله الخميس. وقال عبيد البريقي الناطق الرسمي باسم المؤتمر الجمعة لوكالة «فرانس برس» إن «أعضاء المكتب التنفيدي المنتخب والذي يضم 13 عضواً اختاروا بالاجماع حسين العباسي أميناً عاماً جديداً للاتحاد». ويخلف العباسي على رأس المنظمة عبدالسلام جراد الذي تولى منصب الأمين العام للاتحاد طيلة عشرة اعوام. والعباسي من مواليد مدينة القيروان (وسط) العام 1947. وقد انتخب عضواً في الاتحاد الجهوي بالقيروان العام 2002 قبل أن يتم انتخابه عضواً بالمركزية النقابية العام 2006 مكلفاً قسم التشريع. وأكد النقابيون التونسيون في ختام أشغال المؤتمر الذي بدأ الأحد في مدينة طبرقة الساحلية تحت شعار «احبك يا شعب»، «ضرورة أن يظل الاتحاد صرحاً شامخاً صامداً مدافعاً عن الأُجراء والفقراء والعاطلين من العمل وعن قضايا الأمة العربية الاسلامية وعن مجتمع الحرية والعدالة والكرامة». كما أوصوا ب «المحافظة على الذاكرة النقابية وإدراجها ضمن البرامج التربوية». ودعا النقابيون الحكومة التونسيةالجديدة إلى «انصاف كل ضحايا قمع الحريات في تونس بما فيهم النقابيون الذين عرفوا السجون والمنافي والتعذيب حتى الوفاة». كما أكدوا «ضرورة اشراك المنظمة في ملفات شهداء الثورة والاسراع في معاقبة الجناة». ويضم الاتحاد العام التونسي للشغل 600 الف منخرط، وفق الموقع الالكتروني للاتحاد. وتأسس الاتحاد العام التونسي للشغل وارث نضالات رواد الحركة النقابية في تونس في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي من امثال محمد علي الحامي والطاهر الحداد، العام 1946. وكان شريكاً للحزب الحاكم في معركة استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي (من 1881 حتى 1956). وكان أمينه العام الاسبق الراحل الحبيب عاشور عضواً في الديوان السياسي للحزب الحاكم قبل أن تحصل القطيعة اثر صدامات دامية مع السلطة في 26 كانون الثاني (يناير) 1978 بعد اضراب عام. وبقيت العلاقة صدامية بين الاتحاد والسلطة حتى تولي الرئيس زين العابدين بن علي الحكم في 1987 لتدخل المنظمة النقابية في شراكة مع السلطة الجديدة قوامها خصوصاً مفاوضات اجتماعية لزيادة الاجور كل ثلاث سنوات. ولعبت المركزية النقابية دوراً مهماً في «ثورة الكرامة والحرية» التي أدت إلى سقوط نظام بن علي في 14 كانون الثاني (يناير) الفائت بعدما حكم البلاد بيد من حديد طيلة 23 عاماً، لا سيما من خلال تأطير موجة الاحتجاجات داخل المدن التونسية. وبعد أن ظلت المركزية النقابية ذات الجذور في تاريخ تونس المدافع الوحيد عن العاملين، أُسست نقابات جديدة منافسة بعد سقوط بن علي. على صعيد آخر، أعلن السناتور الأميركي المستقل جو ليبرمان الخميس في تونس ان مواقف اسلاميي حزب النهضة الذي يرأس الحكومة التونسية لجهة احترام الديموقراطية تشجع الولاياتالمتحدة على «تقديم مزيد من المساعدة» إلى تونس. وأبدى ليبرمان «تفاؤله» بتصريحات قادة النهضة على صعيد احترام دولة القانون وحقوق النساء والديموقراطية في تونس. وقال في مؤتمر صحافي: «حتى الآن، فإن سلوك وأعمال من تم انتخابهم في تونس كانت مشجعة إلى حد بعيد. اعضاء آخرون في الكونغرس الاميركي وأنا، إضافة الى السلطة التنفيذية، نريد تقديم مزيد من المساعدة». وأضاف ان الجيش التونسي سيتلقى مساعدة أميركية إضافية بهدف «حماية امن الشعب». والتقى ليبرمان الخميس الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، وذلك خلال زيارته الثانية لتونس منذ اطاحة زين العابدين بن علي. ويتولى حزب النهضة الاسلامي الذي فاز في انتخابات تشرين الأول (اكتوبر) التشريعية، الحقائب الرئيسية في الحكومة الائتلافية التونسية مع حليفيه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل. واعتبر ليبرمان أن الإسلاميين التونسيين يسدون «خدمة كبيرة» للعالم غير الإسلامي إذا واصلوا تبني النهج نفسه. وفي نهاية تشرين الأول (اكتوبر)، دعا ليبرمان مع السناتور الجمهوري جون ماكين إلى تعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتونس بعد اجراء أول انتخابات حرة في هذا البلد.